قصص قرآنية
العلبة الكارتونية الملونة
في طريق العودة من المدرسة التقى يوسف بصديقه أحمد حاملاً علبةً كارتونيةً كبيرةً ملونة، سلَّم يوسف على أحمد وظل ينظر إلى العلبةِ يتفحصها ليعرف ما بداخلها ولكنه لم يعرف شيء لأنها مغلقة بإحكام، ذهب كل واحدٍ منهما في طريقه، ولكن يوسف ظلّ يسأل نفسه ويفكر ما الذي يحمله أحمد في داخل العلبة ولمن يأخذها، وبدأت الكثير من الأسئلة تجول في عقله، وبعد أن غلبه الفضول قرر يوسف أن يتتبّع أحمد ويرى إلى أين هو ذاهب علّه يعرف ما في داخل العلبة الملونة، أسرع يوسف في طريقه ولكنه لم يجد أحمد عند ناصية الشارع التي تركها عندها، التفت يميناً وشمالاً يبحث عنه ولكن أحمد اختفى من المكان ، ركض يوسف في الاتجاهات كلها وهو يتلفَّت يميناً وشمالاً باحثاً عن صديقه وعن العلبة الكارتونية الملونة ولكنه لم يجدهما، رجل المرور كان يقف على الجانب الآخر من الشارع وقد لاحظ يوسف في هذا الحال القلق فاقترب منه وقال له، هل أنت بحاجة إلى مساعدة يا صغيري، قال يوسف نعم أنا أبحث عن صديقي أحمد كان يحمل علبة كارتونية ملونة ولم أعرف ما في داخلها والى من سيأخذها وقد تبعته لأعرف ذلك ، ضحك رجل المرور ومسح بيده على رأس يوسف وقال له أنا أعرف في أي اتجاه ذهب صديقك فلقد ساعدته في عبور الشارع، قال يوسف هيا اخبرني اذاً إلى أي اتجاه ذهب قال شرطي المرور لن أخبرك، إلى أين ذهب لأنك تسير لغاية غير نبيلة وان الله سبحانه وتعالى نهانا عنها فقال في كتابه العزيز : {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } قال يوسف وماذا تعني هذه الآية يا عمُ: قال رجل المرور ذلك يعني أن لا نتبع الأشياء التي لا نعلمها من خصوصيات الناس وأشياءهم ، فإن صديقك خبَّأه في علبة كارتونية لأنه أراد أن لا يراه الناس فمن المعيب أن نحاول اكتشافه. قال يوسف لقد أخطأت يا عمُّ سأستغفر الله ولا أتبع ما لا يريد الناس كتمانه. قصة: علي البدري رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة