قصص سردية

من لا يفکر في العواقب

من لا يفکر في العواقب

عند إحدى البحار البعيدة كان احد تجار الملح الحاج (سعيد) مع صاحبه الحمار (حمرمر) يجمعان كميات من الملح المتراكمة عند ضفاف البحر وبعد مرور وقت قصير استطاع التاجر (سعيد) ان يملأ كيساً كبيراً من الملح ووضعه على ظهر (حمرمر) وسارا معاً متجهين إلى وسط المدينة ليبيعا الملح الذي معهما، وحين قطعا مسافة طويلة وصلا بالقرب من نهر صغير فقال سعيد: لم يعد لي طاقة لأحتمل حرارة هذه الشمس القوية، وقفز مسرعاً وسط المياه، فضحك (حمرمر) وقال: وانا ايضاً لم احتمل، وغاص الاثنان في مياه النهر، وبعد قضاء وقت طويل في السباحة خرج (حمرمر) وقال: اشعر بحيوية ونشاط كبير، ثم نظر إليه سعيد وقال غاضباً: أين كيس الملح يا(حمرمر)؟ فأجابه مستغرباً: أنه على ظهري فلم يفارقني ابداً، لكن حين ادار وجهه فلم يجد على ظهره سوى كيساً فارغاً، فقال سعيد: أين هو؟ كان عليك ان تتركه على الارض وتنزل إلى المياه، ألم تعلم ان الملح يذوب مع الماء؟ فقال حمرمر: انا آسف جداً فلم افكر بالأمر ولا اعرف ان النهاية ستكون بهذه الطريقة المحزنة فقد خسرنا كل الملح، فقال سعيد: يجب ان نفكر بطريقة ونتيجة أي عمل قبل أن نقوم به، فمن لا يفکر في العواقب ، لم يأمن المصائب. العواقب/ جمع عاقبة، تعني نهاية او نتيجة الفعل الذي نقوم به سواء كانت نهاية سيئة ام جيدة. المصائب/ جمع مصيبة، تعني كلُّ مَكْروهٍ يُصيبُ الإِنسان. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي

إتصل بنا

موقعنا