قصص قرآنية

التعب المريح

التعب المريح

قبل أن تزقزق العصافير في الصباح وقبل أن تفتح الورود أوراقها لتستقبل أشعة الشمس استيقظ محمد، فتح عينيه بنشاط وترك فراشه بسرعة، نظر من خلال الشباك فرأى ان الشمس بدأت تمد خيوطها النورانية لتدفع الظلام وتعلن بداية يومٍ جديد، فتح حقيبته التي أعدّها في الليلة الماضية وأخرج ثيابه السوداء، نظر اليهنَّ بابتسامة واشتياق، كان حريصاً على أن يكون على وضوء قبل أن يلبسهنَّ، فملابس الخدمة الحسينية تحتاج الى مؤمنين أنقياء القلوب وطاهري الابدان، لبس محمد ملابسه وحمل رايته المنقوش عليها (لبَّيك يا حُسين) وخرج ملبياً نداء الامام الحسين عليه السلام حيناما قال (هل من ناصر ينصرني)، خرج محمد وهو قاصداً اكمال المهمة التي بدأها الامام الحسين (ع) من اصلاح الأمة الاسلامية، وصل الى الموكب الذي سيقدم فيه الخدمة الى الزائرين السائرين نحو كربلاء، وأخرج المنشورات الثقافية التي تشرح للناس أهداف النهضة الحسينية، لأن المعرفة بأهداف الامام الحسين (ع) هو الطريق الوحيد لإكمال ما أراد تحقيقه، وفي نهاية اليوم يكون محمداً متعب الجسد، لكنه مرتاح البال لأنه أدى واجبه، وكلما ازداد تعبه ينظر الى اللوحة التي خطّ عليها الاية القرانية التي تقول (واصبر على ما أصابك) فيتجدد في النشاط ويصبر بوجه المتاعب لتحقيق هدفه في السير ضمن قافلة الامام الحسين (ع) قصة: علي البدري رسوم: علي رستم

إتصل بنا

موقعنا