قصص سردية

حبات القمح

حبات القمح

في كل مرة يصبح الثعلب في حيرة من امره فمهما حاول ان يتغلب على الكلب ويأكل بيض الدجاج فلم يستطع حتى خطرت في باله فكرة وقال محدثاً نفسه: علها تنجح خطتي هذه المرة، وراح جالساً عند شجرة عالية ينتظر مجيء عربة الحمار المسؤولة عن نقل حبات القمح وايصالها إلى الكلب ليطعم الدجاج، وبعد مرور جزء من الوقت وصل الحمار فأستقبله الثعلب قائلاً: أهلاً يا صديقي الجميل، فأبتسم الحمار قائلاً: اهلا وسهلاً بك، ثم قال الثعلب: في كل يوم تبذل جهداً كبيراً في ايصال الطعام إلى الكلب لكن انا اليوم سأحمله عنك واوصله إلى الدجاج فقد اصبحت حارساً لهم بدل الكلب بأمر من ملك الغابة، تفاجأ الحمار وقال: لماذا هل اصاب الكلب مكروه، فقال الثعلب: ترك العمل لأنه اصبح عجوزاً، اقتنع الحمار بكلامه واعطى له كيس القمح فأخذه الثعلب واتجه مسرعاً إلى البحيرة وافرغ الكيس في مياه البحيرة وذهب إلى ملك الغابة وقال له: مصيبة يا مولاي، فقال الاسد: ما الخبر يا ثعلب، فقال الثعلب: شاهدت الكلب وهو يرمي حبات القمح في البحيرة وحين سألته قال: تعبت من حراسة الدجاج ومن اطعامهم كم اتمنى ان يقضي الجوع عليهم واتخلص منهم، ثم اخذ الثعلب الاسد إلى البحيرة وحين رأى حبات القمح متناثرة في المياه قال الاسد: انه خائن ولابد ان ينال جزائه، ثم اشار إلى الثعلب وقال: وانت ايها الثعلب ستتولى حراسة الدجاج واطعامهم، وحين اصبح الثعلب حارساً للدجاج فرح كثيراً واخذ كل يوم يأكل بيضة من بيض الدجاج لكن حين سمع الحمار بما حدث مع الكلب ذهب إلى ملك الغابة واخبره بالحقيقة حينها تفاجأ الاسد وعرف ان الثعلب خدعه وكذب عليه ولهذا امر بطرد الثعلب من الغابة وقال: لابد على كل واحد منا ان يبحث عن الحقيقة قبل ان يحكم على احدٍ وانا اعتذر من الكلب لأن غضبي هو من دفعني إلى اصدار الحكم عليه فالحكمة تقول: لا تعد بشيء وانت سعيد ولا تصدر قراراً وانت غاضب. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم : علي رستم

إتصل بنا

موقعنا