قصص سردية
انني اغرق
في مدينةٍ صغيرةٍ كانت تَسكنُ مجموعةٌ مِنْ الحيواناتِ في بيوتٍ مصنوعةٍ من جذوعِ الاشجارِ، وفي كل يومٍ يجلسونَ على ضفةِ البحرِ القريبِ منهم يصطادونَ السمكَ تارةً ويسبحونَ في مياههِ تارةً أخرى، وفي ليلةٍ مِنْ ليالي الشتاءِ هبت رياحٌ باردةٌ قويةٌ وهطلَ المطرُ بغزارةٍ مما اثارَ الخوفَ في نفوسِ الحيواناتِ حيثَ قالَ (القندس): ان هذه الرياحَ القويةَ لو اشتدت اكثرَ سوفَ تقتلعَ بيوتَنا، اما (الدب) قالَ: ان المطرَ الغزيرَ قد يعرضنا لخطرٍ اكبرَ ايضاً، اما (الارنب) قالَ: إذن لابد ان نحملَ اغراضنا ونرحلَ بعيداً من هنا ؟ وبينما كانت الحيواناتُ تتبادلُ الحديثَ، فجأةً اخذت البيوتُ تهتزُ من شدةِ الرياحِ وحينَ نظرت الحيواناتُ إلى الخارجِ تفاجأت بمياهِ البحرِ التي تتجهُ بسرعةٍ نحوهم، حينها قالَ (القندس): أنه فيضانٌ قادمٌ من البحرِ اسرعوا للهربِ يا أصدقاء، وفعلاً خرجت الحيواناتُ تركضُ وهي تنظرُ إلى المياهِ التي اخذت تسيرُ خلفهم وشيئاً فشيئاً ازدادت سرعةُ الفيضانِ وغرقت اجسامُ الحيواناتِ واخذ كل واحدٍ منها يصرخُ قائلاً: النجدةُ ... النجدةُ انني اغرقُ، وفي هذه الاثناءِ اقبلَ نحوهم الحوتُ العملاقُ ونادى عالياً: انني جئتُ لإنقاذكم يا رفاق، واتجهت الحيواناتُ تصعدُ واحدةً تلوهَ الآخرى على ظهرِ الحوتِ العملاقِ وانطلقَ بهم مسرعاً حتى اوصلهم على ضفافِ مدينةٍ آمنةٍ ففرِحَت الحيواناتُ وقالت: نشكركَ على هذه المساعدةِ أيها الحوتُ العملاقُ لولاكَ لفقدنا ارواحنا، فابتسمَ الحوتُ قائلاً: من يساعد الآخرين يساعده الباري فالحمد له الذي بفضله تمكنت من مساعدتكم وهو الذي كتب لكم النجاة، حينها قال الجميع: نحمده جل وعلا على هذه النعمة. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة