قصص سردية
هل تقبلني صديقاً لكَ؟
في يومٍ من الأيامِ خرجَ (القط) يسيرُ وسطَ الأشجارِ والزهورِ الملونةِ باحثاً عن فريسةٍ يسدُ بها جوعهُ وبعدَ مرورِ وقتٍ طويل، عثرَ (القط) على فأرٍ صغيرٍ كان جالساً تحتَ ظلّ أحدِ الاشجارِ لكنه لم يفكرْ في البدايةِ الامساك به خوفاً من أنْ تضيعَ هذه الفرصةَ الثمينة، فهو يعرفُ أنَّ الفئرانَ سريعةُ الهربِ ولم يستطعْ أحداً ملاحقتَها والإمساك بها، ولهذا فكرَ بأنْ يُظهرَ مشاعرَ الحبِ اتجاه الفأر حتى يقتربَ منه ويجعلهُ يشعرُ بالأمانِ معهُ ليستطيعَ أنَّ يقضيَّ عليه بكلّ سهولة، وفعلاً اقتربَ القط منهُ وقالَ: أراكَ حزيناً أيُّها الفأر الجميل، هل تحتاجُ إلى مساعدة؟ فقال (الفأر): اشعرُ بالوحدةِ فلا يُوجدُ لي اصدقاء في هذه الغابةِ الكئيبة، فقال (القط): هل تقبلني صديقاً لكَ؟ فابتسمَ (الفأر) وقالَ: تسرُني صداقتَك، فاجاب (القط) مبتسماً: يا لكَ من فأرٍ جميلٍ ولطيف، وسُعِدَ (الفأر) بلقاءِ (القط) وراحَ يلعبُ معهُ بكلّ فرحٍ ولم يدري ان القطط هي العدو الاول للفئران، وبعدَ مرورِ وقتٍ قصيرٍ جهَّزَ (القط) مخالبهُ واستجمعَ قواهُ وهجمَ على (الفأر) محاولاً أكلهُ لكن (الفأر) استطاعَ أنْ يستخدمَ أسنانهُ القارضة التي تمتازُ بقوةٍ كبيرةٍ ويُفلتُ من بين مخالبِ القطِ وأخذَ يركضُ مُسرعاً وهو يصرخُ: أبي .. أبي ... ساعدني يا أبي، وحينَ سَمِعَ أبوهُ النداءَ خرجَ مسرعاً ولَحِقَ بالقطِ ولقنهُ درساً لا ينساه، ثم قالَ لابنهِ: عليكَ ان تكونَ حذراً من القططِ ولا تقتربُ منها كثيراً، فقالَ (الفأر): كان لطيفاً معي حين طلبَ صداقتني، فقالَ أبوهُ : يجبُ أنْ تختارَ اصدقائكَ بعنايةٍ ولا تثقُ بِمَنْ لا تَعرفهُ. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: علي رستم
أكثر المواضيع قراءة