قصص سردية

المبالغة تضر ولا تنفع

المبالغة تضر ولا تنفع

جلست فاطمة في وقت فراغها تشاهد البرامج التلفزيونية، وأكثر ما أعجبها برنامج يهتم بزراعة النباتات المنزلية وطريقة العناية بها، لذا قررت أن تستثمر الزاوية المتروكة من الحديقة لتقوم بمشروعها الجديد، وبعد تفكير قليل ذهبت الى حصالة النقود واستخرجت منها ما وفرته من المال لتبدأ بتنفيذ فكرتها، وعند ذهاب والدها الى مركز المدينة طلبت منه ان ترافقه لشراء بعض المستلزمات المهمة، فأخذها والدها معه فاشترت مجرفة صغيرة وبذور لبعض أنواع الأزهار، وعند عودتها الى المنزل بدأت بحراثة الجزء المتروك من الحديقة وتقليب التربة لتهيئتها للزراعة وبعد ذلك بدأت بغرس البذور في الثقوب التي صنعتها في التربة، ثم قامت بتغطيتها بالتراب، وأحاطت فاطمة حديقتها بالطابوق الذي وضعته بشكل مائل ليكون سياجا لحديقتها الصغيرة، وبعد ذلك سقت فاطمة البذور وتركتها، وفي صباح أحد الأيام شاهدت فاطمة براعم الأزهار الصغيرة وقد بدأت بالنمو، ففرحت فرحا شديدا، وظلت فاطمة ترعى حديقتها حتى كبرت البراعم وصار لها سيقان وأوراق، وفي احد الأيام تفاجأت ببعض الديدان تتسلق على سيقان نباتاتها فانزعجت وأخبرت والدتها فنصحتها باستخدام المبيد الحشري لحماية النباتات من الحشرات الضارة وحذرتها من ان يصل المبيد الى عينيها، فعملت فاطمة بنصيحتة والدتها لكنها بالغت باستخدام المبيد ورشت النباتات بكمية كبيرة منه وبسبب ذلك ماتت النباتات، وحزنت فاطمة لذلك، فأخبرتها أمها أن أيّ شيء نبالغ فيه عن الحدّ المعقول يصبح ضاراً. قصة: احمد الخالدي رسوم: عباس راضي

إتصل بنا

موقعنا