قصص سردية

متى يذهب عنا ؟

متى يذهب عنا ؟

(محمد) ولد مهذب يحب والديه كثيراً وكان محمد معتاداً في كل يوم يرى بها والديه يسلم عليهم ويقبلهم قبلة تعبر عن الحب والاحترام الذي في داخله لهما، لكن عندما انتشر وباء كورونا في العالم أجمع تغيرت الكثير من العادات التي كنا نعمل بها، ففي يوم من الأيام عندما عاد والد (محمد) من السوق ركض نحوه (محمد) بكل لهفة ليعانقه ويقبله، وفجأة أشار له والده بيديه قائلاً: لا تقترب ... لا تقترب ، وكذلك أمه أقبلت مسرعة وأوقفته خلفها وأخذت تُعقمُ أيدي والده وكذلك ملابسه، وحين شاهدت أمه علامات الخوف والاستغراب واضحة على وجه محمد قالت له: يا بني يجب أن تكون حذراً من الاقتراب من والدك عندما يعود إلى البيت لأنه قد يكون محملاً بالكثير من الفيروسات والجراثيم من خلال اختلاطه بالناس وكذلك من خلال اكياس الطعام لأن ذلك قد يكون سبباً في انتقال الفيروس لك ويصيبك بأذى كبير، ثم أخرجت والدته الطعام من الأكياس وأحضرت خل التفاح وأخذت ترش الطعام وهي تقول: فانظر يا بني حتى الطعام يجب أن يتم تعقيمه وغسله قبل تناوله فالحذر يقينا من الضرر، حينها قال محمد بغضب: متى يذهب عنا هذا الفيروس الكئيب يا أمي؟ أنا لم أُمارس الكثير من الأمور التي أحبها منذ ان ظهر ما يسمى بـ(كورونا) فقالت الأم: سينتهي عما قريب ان شاء الله لكن لا علينا سوى الالتزام بقوانين السلامة ودعاء الله تعالى ليكشف عنا هذا المرض، حينها رفع (محمد) يده إلى السماء وقال: يا الله الطف بنا ونجنا من هذا الوباء. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي

إتصل بنا

موقعنا