قصص سردية

الرياح قوية

الرياح قوية

في يومٍ من الأيامِ كان (مهند) في حديقةِ بيتهم الواسعةِ يُحاولُ أن يجعلَ طيارتهُ الورقية تُحلقُ عالياً في السّماءِ لكن كلما ارتفعت قليلاً انخفضت بسرعةٍ مما أثار الانزعاج في داخلهِ وقالَ بصوتٍ شديد: سأجعلُكِ تُحلقينَ في السّماءِ رغمَاً عنكِ، وفي هذه الأثناء كان أخوهُ الكبير (شادي) ينظرُ إليهِ من خلالِ النّافذةِ ونادى عليه قائلاً: يجبُ عليكَ أن تُحددَ اتجاه الرّياحِ أولاً، فأجابهُ (مهند) وهو يُشيرُ إلى اتجاهِ الغرب: الرّياحُ قويةٌ قادمةٌ من هنا، فاقتربَ منهُ (شادي) وقالَ: لا أظنُّها من هذا الاتجاه، ثم ذهبَ وأحضرَ عصا بطولِ متر واحد وربطَ في طرفِها العلوي قطعةً من القُماشِ ثم غرسَ العصا في وسطِ الحديقة، وبعدَ مرورِ ثوانٍ معدوداتٍ رفرفت قطعةُ القُماش، فابتسمَ (شادي) وقالَ: إنَّ الرّياحَ تهبُ من الشّرق، إذن أنتَ تقفُ في المكانِ الخاطئ يا أخي، ثم أكملَ (شادي) قائلاً: عندما تهبُّ الرّياحُ يتحركُ الهواءُ ويدفعُ الأشياءَ وبهذه الأدواتِ البسيطةِ نستطيعُ تحديدَ اتجاه الرّياح مِنْ خلالِ حركةِ قطعةِ القُماش وإنَّ معرفةَ حركةِ الهواءِ ذات أهميةٍ للبحّارةِ والطّيَّارينَ ولهذا نجدُ مقياسَ اتجاه الرّياحِ في المطاراتِ قربَ المياه لتُعرفَنا بمدى قوةِ الرّياح ومِنْ أي اتجاهٍ تهب، حينَها شكرَ (مهند) أخاهُ لمساعدتهِ إياه وحلقت الطّيارةُ عالياً في السّماءِ وفرحَ (مهند) فرحاً كبيراً. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي

إتصل بنا

موقعنا