قصص سردية
هذا أنفع لك
عندَما نضجت سنابلُ القمحِ أمرَ الدِّيكُ الدَّجاجاتِ بالذّهابِ إلى المزرعةِ لحصادِ القمحِ وكعادتها ذهبت الدَّجاجاتُ وانقسمت إلى مجموعتينِ، مجموعةٌ تحصدُ القمحَ وتجمعهُ في أكياسٍ كبيرةٍ ومجموعةٌ تجمعُ القشَّ وتجعلُهُ على شكلِّ حزمٍ مربوطةٍ بالحبل، وبينَما كان الجميعُ منشغلاً بالعملِ مرَّت بهم مجموعةٌ من الأرانبِ وسألت قائلةً: لِمَنْ هذه المزرعة؟ فقالت الدَّجاجةُ (قاق): إنَّها للديك، فقالَ أحدُ الأرانب: أراكم تجمعونَ القمحَ والقَشَّ ونحنُ نعلمُ إن الدَّجاجَ لا يأكل القَش، فقالت(قاق): هذا ما طلبهُ منا سيدي الدِّيك، فقالَ الأرنبُ: لو نعطيكم القمحَ ونأخذُ منكم القَشَّ إنَّهُ غذاءٌ جيدٌ لنا والقمحُ غذاءٌ جيدٌ لكم، ومن المؤكدِ سيفرحُ الدِّيكُ بذلك فمحصولهُ لهذا العامِ سوفَ يزداد ونصيبكم من القمحِ أيضاً يزداد، فابتسمت(قاق) وقالت: اقتراحٌ جيد، وقامت الدَّجاجاتُ بإعطاءِ القَشِّ كلِّهِ إلى الأرانب وأخذت مقابلهُ قمحاً وفيراً، لكن عندَما عادت الدَّجاجاتُ وعرفَ الدِّيكُ بالذي حصلَ حزنَ وقالَ: أنا لم أطلب منكم استبدال القَش بالقمح ؟ فأجابتهُ (قاق): لكن هذا أنفعُ لك يا سيدي، فقال الدِّيكُ: كنتُ بحاجةٍ إليهِ أُريدُ أن أصنعَ منهُ فزاعات للحقلِ عندَما أزرعهُ مرة أخرى، ثم أكملَ قائلاً: ولا يحقُ لأحدٍ أن يتصرفَ في ممتلكاتِ الآخرين دونَ علمهم حتى لو كان العملُ يُقصدُ بهِ خيراً، حينَها اعتذرت الدّجاجةُ (قاق) ووعدت الدِّيكَ بعدمِ تكرارِ ذلك الأمر وعَفًا الدِّيكُ عنها وعادت البسمةُ على وجوهِ الجميع. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: علي رستم
أكثر المواضيع قراءة