قصص سردية
الجرس الذهبي
في مساءِ أحدِ الأيامِ وصلَ (سنجوب) إلى بيتِ صديقهِ (قنفوذ) فَرِحَ (قنفوذ) فرحاً كبيراً واستقبلهُ بابتسامةٍ عريضةٍ ورحّبَ بهِ وجلسا معاً حولَ مائدةِ الطّعامِ يتبادلانِ الحديثَ عن أحوالِهما وعن أحوالِ الغابة، وفي أثناءِ ذلكَ شاهدَ (سنجوب) جرساً ذهبي اللون معلقاً على أحدِ جدرانِ البيتِ فأشارَ لهُ قائلاً: مِنْ أين لكَ هذا الجرس يا (قنفوذ) إنَّهُ جميلٌ جداً، فقالَ (قنفوذ): عثرتُ عليهِ وسطَ أشجارِ الغابةِ عندَما كُنْتُ أجمعُ البندق، فقالَ (سنجوب): وهل أعلنتَ عن ذلك، فقالَ (قنفوذ) باستغراب: ولماذا أعلنُ عنهُ؟ فقد أصبحَ من نصيبي، فأجابهُ (سنجوب): لم يكن مُلكاً لكَ، فمِنْ الواجبِ أن تُخبرَ جميعَ الحيواناتِ بذلك فقد يكونُ أحدُهم قد ضيّعهُ وهو الآن بأمس الحاجةِ إليهِ، حينَها سكتَ (قنفوذ) وأخذَ يُفكرُ بكلامِ صديقهِ وهو يُحدثُ نفسهُ قائلاً: كلامُهُ صحيح، كيف لم يخطر ببالي هذا الفعل؟ وبعدَ دقائقٍ معدوداتٍ نهضَ (قنفوذ) وأخذَ صديقهُ وذهبا معاً إلى ملكِ الغابةِ وأخبراه بذلكَ، حينَها أمرَ ملكُ الغابةِ حراسهُ بأن يتكفلوا بهذه المهمة، وفعلاً خرجَ الحراسُ وأخذوا يسيرونَ في الغابةِ وهم يقولون: مَنْ منكم أضاعَ شيئاً ما، وبهذهِ الطّريقةِ عادَ الجرسُ إلى الكلبِ الذي أضاعهُ عندَما كان ينقلُ أثاثَ منزله، وفَرِحَ فرحاً كبيراً وقَدّمَ لـ(قنفوذ) هديةً كشكرٍ على أمانتهِ وفي طريقِ العودةِ شكرَ (قنفوذ) صديقهُ (سنجوب) على نصيحتهِ له التي من خلالِها تَعلّمَ درساً كبيراً عن الأمانة. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: علي رستم
أكثر المواضيع قراءة