قصص سردية
حمامة ذكية
عندَما كان (سعيد) في حديقةِ بيتهم الجميلةِ يسقي الأشجارَ سقطت على رأسهِ بعض الأعوادِ الصَّغيرةِ من عشِّ الحمامةِ وحينَ نظرَ إلى الأعلى شاهدَ إحدى البيضاتِ تنزلقُ من العشِّ وبسرعةٍ اقتربَ من جذعِ الشَّجرةِ وسحبَ قميصهُ إلى الإمامِ وسقطت البيضةُ بينَ أحضانهِ فابتسمَ (سعيد) وقالَ: الحمد لله لأنها لم تنكسر، ثم نظرَ (سعيد) إلى الحمامةِ وقالَ: لا تحزني، سأُعيدُها إلى العشِّ، ثم ذهبَ ليُحضرَ سلَّماً لكي يصعدَ إلى أعلى الشَّجرةِ ويُعيد البيضة، لكن عندَما ابتعدَ (سعيد) قليلاً هبطت الحمامةُ وحملت بقدميها البيضةَ من طرفيها حينَها دُهِشَ (سعيد) وقالَ: كيف لحمامةٍ أن تُمسكَ البيضةَ وتحملها من دونِ أن تنكسر؟ وبقيَّ هذا السُّؤال عالقاً في ذهنه حتى جاءَ أبوه وطرحَ السُّؤالَ عليه، فقالَ أبوه: هل تستطيعُ أن تصفَ لي، كيف حملت الحمامةُ البيضة؟ فأحضرَ (سعيد) بيضةً ومسكها من طرفيها وقال لأبيهِ: هكذا مسكتها، فقال أبوه: مهما ضغطنا على طرفي البيضةِ فلن تنكسر لأن الضَّغط يتوزعُ على أجزاءِ القشرة كافة، فابتسمَ (سعيد) وقالَ: إنَّها حمامةٌ ذكيةٌ، ثم شكرَ أباهُ على هذه المعلومةِ العلميةِ الرائعة. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة