قصص سردية

إنها المرة الأخيرة

إنها المرة الأخيرة

يعملُ (وليد) فلَّاحاً لدى أحد المزارعين ويعيشُ في بيتٍ صغيرٍ مع ديكهِ الجميل، لكن لم تكن علاقتهُ طيبةً من الدّيكِ لأنّهُ كان يُحبُّ النّومَ كثيراً ويكرهُ الاستيقاظَ مبكراً، وكان الدّيكُ لا يسمحُ له بذلكَ فيُجبرهُ على الاستيقاظِ بصوتهِ الجميل، وفي بعضِ الأحيانِ يُوقظهُ الدّيكُ برشقاتٍ من الماء، وفي كلِّ مرةٍ يحدثُ فيما بينهما شجارٌ كبيرٌ ويقولُ (وليد) له: أنتَ تكرهني، أنتَ دوماً تحاول ازعاجي، اتركني لأنام، ويردُ عليه الدّيكُ قائلاً: لن أدعكَ تنامُ أخشى أن تتأخرَ عن عملِكَ وتُطردُ منه، وفي صباحِ أحدِ الأيام، أخذَ (وليد) الدّيكَ وباعهُ في سوقِ المدينةِ وقالَ مُحدّثاً نفسهُ: الآن تخلصتُ من إزعاجهِ وسأنامُ مُرتاحاً، لكن الدّيكَ حزن حزناً شديداً وقالَ: هل هذا جزاءُ مَنْ يُقدّمُ النّصيحةَ ويحرصُ على مصلحةِ صديقهِ؟ ومنذُ ذلكَ الوقت أخذَ (وليد) يقضي صباحهُ نائماً ويوماً بعدَ يومٍ أصبحَ المزارعُ مُستاءً مِنْ (وليد) وبدأ يحدثه بكلماتٍ جارحة ويُردُّ عليه(وليد) قائلاً: إنّها المرةُ الأخيرة، لن أتأخرَ مجدداً، لكن (وليد) لم يستطع تحقيق ذلكَ، فالنومُ يتغلبُ عليهِ حتى جاءَ اليومُ الذي طردَ فيه (وليد) وبات بلا عملٍ وبلا نقودٍ، حينَها حزنَ وقالَ: إنَّ الدّيكَ لم يكرهني وكان ينبهني ويحرصُ عليَّ مِنْ أجلِ مصلحتي، ولهذا قررَ (وليد) أن يُرجعَ صديقهُ الدّيك، وراحَ يبحثُ عن الرّجلِ الذي اشتراهُ، وفعلاً بعدَ مرورِ أيامٍ قليلةٍ عادَ الدّيكُ بينَ أحضانِ (وليد) بعدَما اعتذرَ منهُ وعاشا حياةً سعيدةً وأصبحَ (وليد) يستيقظُ مُبكراً ويعملُ بكلِّ جدٍّ ونشاط. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي

إتصل بنا

موقعنا