قصص سردية
لم يعدْ نافعاً
في إحدى المزارعِ الجميلةِ كان (الثَّور الكبير) يعملُ في حراثةِ الأرضِ ويعتني بالمزروعاتِ ويُواظبُ على سقايتِها بشكلِ جيد، وبعدَ مرورِ سنواتٍ طويلةٍ من العملِ الشّاقِ كبر(الثَّور الكبير) وأصبحَ ليس بمقدورهِ مزاولةِ العملِ لساعاتٍ طويلة، مما أثارَ غضب صاحب المزرعة العم (صالح) وقالَ محدثاً (الثَّور الكبير): لقد كبرت في السِّن ولم تعدْ تستطيعُ أن تحرث وصارَ جسدُكَ ضعيفاً، عليكَ أن تجدَ مكاناً آخر تحصلُ منه على طعامِكَ وتختارَ لكَ مسكناً يأويك، ثم عادَ (صالح) إلى بيتهِ وأخبرَ زوجته قائلاً: هذا الثَّور الكبير لم يعدْ نافعاً لنا، سأشتري ثوراً جديداً شاباً يكون شعلةً من النَّشاطِ والحيويةِ يستطيعُ العملَ في المزرعةِ بشكلٍ أفضل، لكن زوجته قالت: إن لـ(الثَّور الكبير) خبرةً جيدةً في العملِ ونحنُ نعتمدُ عليهِ في كثيرِ من الأمورِ والاستغناءِ عنهُ أمرٌ صعب، لم يقتنعْ (صالح) بكلامِ زوجته وفي اليومِ التالي أحضرَ الثَّور الجديد وخرجَ (الثَّور الكبير) من المزرعةِ يملؤه الحزنُ وهو يُحدّثُ نفسه قائلاً: هل هذا جزاء الإحسان؟ فقد ذهبَ العملُ بقوتي وفي النّهايةِ يتمُّ الاستغناء عني بهذهِ السُّهولة، ومنذُ ذلكَ الوقت بدأ الثَّور الجديد بالعملِ وقامَ بسقي المزروعاتِ لكنهُ لم يكن يمتلك خبرةً كبيرةً في العملِ فظنَّ أنَّهُ عندَما يُغرقُ المزروعاتِ بالماءِ ستنتعشُ وتُثمرُ بسرعةٍ لكنهُ تفاجأ في صباحِ اليومِ التالي بموتِ المزروعاتِ وحينَ عَلِمَ (صالح) أخذَ يضربُ على رأسهِ وهو يقول: لقد خسرتُ محصولي، وضاعت كلُّ ثروتي، حينَها نَدِمَ على رحيلِ (الثَّور الكبير) وقررَ أن يُعيدهُ إلى العملِ، وفعلاً أخذَ يبحثُ عنهُ حتى أعادهُ إلى المزرعةِ واعتذر منه ثم قالَ: ستعودُ إلى العملِ وسوف يُساعدُكَ الثَّور الجديد في العملِ حينَها فَرِحَ (الثَّور الكبير) فرحاً كبيراً وعادَ إلى العمل. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: علي رستم
أكثر المواضيع قراءة