الدجاجة الوحيدة

في مدرسة القرية اجتمع الاطفال في نهاية الدوام وتسائلوا عن سر غياب صديقهم محمود، الذي يرافقهم كل يوم في طريق الذهاب والإياب، لم يعلم أحد سبب تغيبه منذ ثلاثة أيام وهذه ليست من عاداته أن يتغيب كل هذه المدة عن تلقي العلوم والمعارف ورؤية الاصحاب والاصدقاء، فقرروا ان يذهبوا إلى المعلم ويسألوه فربما يكون قد أخذ اجازة لأسباب يعرفها المعلم، وحينما سألوه قال لهم المعلم انا سعيد جداً لأنكم تسألون عن زملائكم فهذا الفعل من مكارم العادات وطيب الصفات في الانسان، ولكنني للأسف لا أعلم أيضاً ما هو سبب تغيبه وقد قررت أن أذهب اليوم إلى بيته للسؤال عنه فبيته لا يبعد كثيراً عن بيتي، ففرح الاطفال وقالوا اذا سننتظر الجواب منك يوم غد يا أستاذ لنعلم ما سر غياب محمود، وفي اليوم التالي أخبرهم المعلم أن محموديعاون امه المريضة في أعمال المنزل ولا يستطيع ان يتركها لوحدها فيه فهي بحاجة إلى رعاية حتى تشفى من مرضها، تأسف الاطفال كثيراً لما سمعوه عن محمود ثم قرروا ان يذهبوا لزيارته ومساعدته في الدروس التي فاتته في المدرسة، وحينما وصلوا إلى البيت لم يجدوا محمودفقد ذهب إلى السوق ليبيع دجاجتهم الوحيدة ويحصل على المال لشراء الدواء لإمه، تأسف الجميع بسبب حالته الصعبة وبعد أن طلبوا من اهلهم المساعدة جلب كل واحد منهم دجاجة إلى محمودبدل التي باعها في السوق، شعر المعلم بالسعادة الكبيرة حينما رأى الاطفال يتعاونون وقال لهم أنا سعيد بكم يا أطفال لقد حققتم قوله تعالى : { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى } فالتعاون في أعمال الخير من أعظم الاشياء التي يفعلها الناس . قصة: علي البدري رسوم: عباس راضي