قصص سردية
الرجل الكريم والصياد
في يومٍ من الأيامِ قررَ أحدُ الصَّيادين الذَّهاب إلى بحيرةِ الأسماكِ الملونةِ بعدَما سمعَ أن هذا هناك نوعاً من الأسماكِ يُباعُ بثمنٍ غالٍ جداً ويرغبُ بشرائهِ الكثير من النَّاسِ، وفعلاً صعدَ عربتهِ وقادَ حصانهِ متجهاً نحوَ بحيرةِ الأسماكِ الملونة، وبعدَ مرورِ ساعاتٍ طويلةٍ وصلَ الصَّيادُ إلى البحيرةِ وقام باصطيادِ الأسماكِ حتى ملأ عربتهُ ثم أتجه عائداً إلى بيتهِ وفي منتصفِ الطَّريقِ شعرَ الصَّيادُ بجوعٍ شديد أجبرهُ على التَّوقفِ والبحثِ عن طعامٍ يأكلهُ فأخذَ يسيرُ بينَ الأشجارِ متأملاً أن يجدَ نوعاً من الفاكهةِ يسدُ بها جوعه وعلى الرّغمِ من محاولاتِ البحثِ المتكررةِ فلم يعثرْ الصَّيادُ على شيء شعرَ بيأسٍ شديدٍ وجلسَ عندَ جذعِ شجرةٍ لا يقوى على الحركةِ مِنْ شدةِ الجوعِ وفي هذه الأثناء سمعَ صوتاً لأفراخِ دجاجٍ ففرِحَ الصَّيادُ وقالَ: لابدَّ من وجودِ بيتٍ قريبٍ من هنا، وفعلاً عندَما سارَ الصَّيادُ قليلاً فشاهدَ بيتاً محاطاً بأشجارٍ جميلةٍ فتوجه نحوه وطرقَ البابَ وحينَ خرجَ صاحبُ البيتِ قالَ لهُ: أنا مسافرٌ متجه إلى المدينةِ وقد نفد طعامي وهذه الأسماك التي معي ليست للأكل، فهل تستطيعُ مساعدتي؟ فابتسمَ الرَّجلُ الكريم وقالَ لهُ: تفضل نزلت أهلاً وحللت سهلاً، ودخلَ الصَّيادُ إلى البيتِ وقدَّمَ الرَّجلُ الكريم لهُ الطَّعامَ والشَّراب بما يكفيهِ ففَرِحَ الصَّيادُ وقالَ له: إنَّكَ رجلٌ طيبٌ وكريمٌ فأسأل الله تعالى أن يرزقكَ الخيرَ ويغنيكَ، فأجابهُ الرَّجلُ الكريمُ قائلاً: إكرامُ الضَّيفِ واجبٌ علينا فـ(مَنْ كانَ يُؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فليُكرم ضيفهُ) حينَها تَقدَّمَ الصَّيادُ بالشّكرِ الجزيلِ له، وأهدى لهُ مجموعةً من الأسماكِ الملونة، ثم عادَ الصَّيادُ إلى بيتهِ وباعَ الأسماكَ وحصلَ على أموالٍ كثيرةٍ وعاشَ حياةً سعيدة. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة