قصص قرآنية
شجرة حسن
الحاج علي رجلٌ مزارع، يملك بستاناً جميلة، يزرع فيها أنواعاً مختلفة من الاشجار، يعمل بجدٍ واجتهادٍ فيها، وكل عام تعطيه الاشجار ثماراً مختلفة، تفاحاً ورماناً وبرتقالاً وتمراً، للحاج علي ولدان هما محمد وحسن، يعملان مع والدهما كل يوم في رعاية الارض والاشجار، ففكر الحاج علي بتخصيص أرض صغيرة لكل واحد منهما ليزرعاها ويعتنيا بها، اهتم محمد بأرضه كثيراً زرع فيها تفاحاً أحمر وزرع حسن أرضه بشجر الرمان لأنه يحبه كثيراً، وكان الأب يراقبهما ويعلمهما بعض الأشياء التي لا يعرفانها في رعاية الاشجار، وبعد أن كبرت الاشجار بدأت الثمار بالظهور وكان الولدان محمد وحسن سعيدين جداً بها، لأنها المرة الأولى التي يزرعان فيها شجرة من دون مساعدة أحد، كان حسن متحمساً جداً لتناول الرمان من شجرته، ولكن الحاج علي قال له اصبر يا ولدي حتى تنضج، قاوم حسن رغبته في تذوق رمان شجرته في بدء الامر الا انه ضعف امام رغبته وقطف رمانة صغيرة ، كان طعمها حامضاً جداً وفيه مرارة، لا يمكن أن يتم تناول هذه الفاكهة بهذا الطعم، إنه سييء فعلاً، شعر حسن بالندم لأنه لم يستمع لنصيحة والده عندما قال له: (من يأكله قبل أوانه يأكله حامضاً)، أما محمد فقد كان صبوراً جداً وانتظر حتى نضجت الثمار وأصبحت جاهزة للأكل وبعد عدة أيام نضجت أشجار محمد وحسن معاً فقطفا الرمان والتفاح ووضعاه في سلة واحدة وذهبا الى أمهما وقالا (هذا نتاج التعب والصبر يا أمي) فتبسمت الأم وقالت أحسنتما يا ولدي ان الصبر طريق لكل نجاح فقد قال الله تعالى في كتابه المجيد (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ ). قصة: علي البدري رسوم: علي رستم
أكثر المواضيع قراءة