قصص سردية
ماذا هناك؟
كان الثَّعلبُ يعيشُ في بيتٍ من جذوعِ الأشجارِ بالقرب من بيتِ الرَّاعي الصَّغير الذي كان يسكنُ مع جدتهِ، وفي مزرعتهم الجميلةِ كانت مجموعةٌ من الأغنام، وفي ليلةٍ من الليالي استفاقَ الرَّاعي من نومهِ خائفاً عندَما سمعَ صوتَ الخرافِ وهي تصرخُ طلباً للنجدة، فنهضَ الرَّاعي من الفراشِ وحملَ العصا وأسرعَ إلى الخارجِ وهو يقولُ: ماذا هناك؟ وفجأةً شاهدَ الثَّعلبَ وهو ممسكٌ بأحدِ الخرافِ فاتجه نحوهُ وهو يُلوحُ بعصاتهِ لإخافتهِ قائلاً: هيا ابتعد من هنا ... ابتعد وإلا ...، وفي هذه الأثناءِ سمعَ جدتهُ تقولُ: استيقظْ يا صغيري، ماذا جرى لكَ؟ ففتحَ الرَّاعي عينيهِ وهو يقولُ: إنَّهُ حلمٌ مخيفٌ يا جدتي، وبعدما تناولَ كأسَ ماءٍ من يد جدتهِ أخبرها بقصةِ الحلمِ كاملة ثم قالَ لها: أنا لا أطمئن لهذا الثَّعلب منذُ أن سكنَ إلى جوارِنا ولابدَّ أنَّهُ ينوي أن يفعلَ ذلك، فغداً سأحطمُ منزلهُ وأطردهُ من منطقتِنا، فقالت الجدة: مجردُ حلمٍ لا تستطيعُ أن تحكمَ عليه بأنَّهُ ينوي الإساءة إليكَ، وكيف تريدُ أن تعاقبه على عملٍ لا يصدرُ عنه بعد (فلا يجوزُ القصاص قبل الجناية) فقالَ الرَّاعي: وماذا عليَّ أن أصنع، فقالت الجدة: عليكَ أن تكونَ حذراً منهُ وتحترسَ من جميعِ تحركاتهِ وأفعاله، فقالَ الرَّاعي سأشتري كلباً يتولى حراسةَ الأغنام، فقالت الجدة: أحسنتَ إنَّها فكرةٌ جيدة، وفعلاً في اليومِ التالي اشترى الرَّاعي كلباً وصار يُشرفُ على حراسةِ قطيعِ الأغنامِ وعاشَ الرَّاعي حياةً سعيدةً مرتاحَ البال. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: علي رستم
أكثر المواضيع قراءة