الأمرُ الغريب

في يومٍ من الأيامِ كانت (نرجس) منشغلةً بالتفكيرِ في إحدى التَّجاربِ العلميةِ التي قرأتها في كتابِ القصص العلمية وهي تُحدثُّ نفسها قائلةً: كيف لبانونٍ أن ينتفخَ من دونِ الحاجةِ إلى استخدامِ الفمِ أو جهازٍ خاص؟ ودفعَها هذا الأمرُ الغريبُ إلى محاولةِ تطبيقِ التَّجربةِ العلميةِ بنفسِها لترى الحقيقةَ العلميةَ، وفعلاً خرجت من البيتِ واتجهت نحوَ السُّوقِ واشترت علبةً من الخل الأبيض وقليلاً من صودا الخبز ثم عادت إلى البيتِ وأحضرت قنينةً بلاستيكيةً ووضعت فيها قليلاً من الخل الأبيض ثم أحضرت بالوناً ووضعت فيه ملعقةً من صودا الخبز ثم أدخلت مقدمةَ البالونِ في رأسِ القنينةِ البلاستيكيةِ ورفعت البالونَ إلى الأعلى وسقطت صودا الخبز في داخلِ القنينةِ البلاستيكيةِ، وبعدَ لحظاتٍ بدأَ السِّحرُ وأخذَ البالونُ بالانتفاخِ حيثَ تفاعلت صودا الخبز مع الخل الأبيض وأنتجَ غاز (ثاني أوكسيد الكاربون) الذي تسبب بانتفاخِ البالونِ وأصاب الذُّهولُ (نرجس) وهي تنظرُ إلى البالونِ بفرحٍ كبير، لكن فجأةً انفجرَ البالونُ بقوةٍ ممّا أثارَ الرَّعبَ في (نرجس) وعادت إلى الوراءِ ممسكةً بقلبها من شدةِ الخوفِ وفي أثناءِ ذلكَ خرجت أختها الصَّغيرةِ من تحتِ الطَّاولةِ وهي تُمسكُ في يدِها دبوساً قائلة: أنا آسفةٌ يا أختي لم أقصدْ أخافتكِ، أحببتُ أن أمزحَ معكِ فقط، فقالت (نرجس): مزاحُكِ كان ثقيلاً لقد ارتعبتُ كثيراً، فابتسمت أختُها وقالت: اعدك بأنني لن أكررها مرة أخرى، . قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي