قصص سردية

أجملُ حكمة

أجملُ حكمة

في إحدى الغاباتِ الجميلةِ تصاحبَ (فيلٌ وثعلبٌ) فكانا يلعبانِ ويمرحانِ معاً وفي كلِّ يومٍ يخرجان سوياً للتنزهِ في وسطِ الغابةِ وعلى الرّغم من المتعةِ التي كان يعيشُها (الفيل) مع صديقهِ (الثَّعلب) كانت أُمّهُ تمنعهُ من مصاحبتهِ وفي يومٍ من الأيامِ قالت لهُ: يا بني أن (الثَّعلب) حيوانٌ غير مرغوبٍ به في الغابةِ فجميعُ الحيواناتِ لا تُحبُّهُ فهو دوماً يُسيء لها ويأكلُ صغارَها، فأجابها (الفيل) قائلاً: وما شأني بذلكَ فأنا لا أُسيء للحيواناتِ وأتعاملُ معهم بلطف، لم يقتنعْ (الفيل) بكلامِ أُمّهِ وفي صباحِ اليومِ التالي كعادتهِ جهزَ نفسهُ للخروجِ إلى الغابةِ فهو على موعدٍ مع صديقهِ (الثَّعلب) لكن عندَما وصلَ إلى بابِ البيتِ وجدهُ مقفلاً فغضبَ (الفيل) كثيراً وذهبَ إلى أُمّهِ التي كانت واقفةً تغسلُ الصَّحونَ وقالَ لها: أين مفتاحُ البيتِ يا أمي؟ الباب مقفل، فقالت لهُ أُمّهُ: لقد وقعَ من يدي في كأسِ الزَّيتِ هذا، فتقدمَ (الفيل) نحوَ الكأس ونظرَ فيه لكنه ترددَ قليلاً، فقالت أُمّهُ: مدْ يدكَ وأخرجهُ ولا تخشَ شيئاً فلن يُصيبَكَ مكروه، حينَها مدَّ (الفيل) يدهُ وأخرجَ المفتاحَ ثم نظرَ إلى يدهِ فوجدها اتسخت وحين ظهرت عليه ملامحُ الانزعاجِ قالت أُمّه: إنَّ الزَّيتَ لم يؤذكَ لكنه لوثَ يدَكَ وكذلك صديق السُّوء ربما لا يُغيرُ أخلاقكَ لكنه يُلوثُ سمعتَكَ ويجعلُكَ غير محبوبٍ عندَ الجميع فصمتَ (الفيل) قليلاً من شدةِ الخجلِ ثم قالَ: إنَّها أجملُ حكمةٍ سمعتها منكِ يا أمي من الآن لم يعدْ الثَّعلب صديقي. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي

إتصل بنا

موقعنا