قصص سردية

(نونو) في الغابة

(نونو) في الغابة

في صباحِ أحدِ الأيامِ خرجت الغزالةُ من بيتِها وهي تنوي الذَّهاب إلى سوقِ الغابةِ لشراءِ بعضِ الحاجياتِ وقبلَ خروجِها قالت لابنَها الصَّغير: يا بني لا تخرجْ من البيتِ حتى أعودَ ففي الغابةِ حيواناتٌ مفترسةٌ وأخشى عليكَ من الخطر، فهزَّ الغزالُ (نونو) رأسَهُ وقالَ: حسناً يا أُمّي، وبعدَما خرجت الغزالةُ عادَ (نونو) إلى مشاهدةِ التِّلفاز وبعدَ مرورِ دقائقٍ معدودات، سمعَ مزمازَ دراجةٍ هوائيةِ فعرفَ إنَّهُ صديقه القرد (دودو) ففتحَ البابَ وقالَ: أهلاً ومرحباً صديقي العزيز، فابتسمَ (دودو) وقالَ: هيَّا بنَا، لقد حانَ وقتُ النُّزهة، فأجابه (نونو): لا أستطيعُ الخروجَ والذَّهاب بعيداً من غيرِ أُمّي فقد منعتني من ذلكَ حتى تعود، فابتسمَ (دودو) وقالَ: إلى متى تبقى تعتمدُ على أُمِّكَ في الذَّهاب والعودة؟ كُنْ شجاعاً وأنسَ وصايَا أُمِّكَ وتعالَ معي لنقضي أحلى نزهة، فصمتَ (نونو) قليلاً ثم قالَ: حسناً، هيَّا بنَا، وصعدَ خلفَ (دودو) على الدَّراجةِ الهوائيةِ وراحا يتجولانِ في وسطِ الغابةِ ويقطفا أجملَ الثِّمارِ ويلعبانِ معَ الفراشاتِ والزُّهورِ وفي أثناءِ ذلكَ خرجَ من وسطِ الزُّهورِ ثعلبٌ وأمسكَ بأقدامِ (نونو) وقالَ: يا لكَ من وجبةٍ لذيذة، ومن شدةِ الخوفِ صعدَ (دودو) الدَّراجةَ الهوائيةِ هارباً، وأخذَ (نونو) يصيحُ عالياً: إلى أين أنتَ ذاهبٌ يا صديقي لا تتركني وحيداً؟ وظلَّ (نونو) يُقاومُ الثَّعلبَ ويمنعهُ من الإمساكِ برقبتهِ وهو يقولُ: النَّجدة ... النَّجدة ساعدني، وفي تلكَ اللحظاتِ كانت أُمُّهُ عائدةً من السُّوقِ فسمعت صوتَهُ في البدايةِ قالت محدثةً نفسَها: لم يكنْ صوتَ (نونو)، لكن يشبه صوته كثيراً، وتتبعت الصوتَ حتى ذُهِلت حينَ شاهدت ابنَها بين يدي الثَّعلب وبسرعةٍ هجمت على الثَّعلبِ وضربته بقرونِها القويةِ فخافَ الثَّعلبُ وولى هارباً، حينَها فَرِحَ (نونو) بخلاصهِ من فمِ الثَّعلبِ لكنه حَزنَ على صديقهِ الذي تركهُ وحيداً وهرب، ولهذا احتضنَ أُمَّهُ وقالَ لها : لا يوجدُ أحدٌ يُحبُّني أكثرَ منكِ فلن أُخالفَ كلامكِ بعد الآن أبداً، فابتسمت الأُمُّ وقالت: حفظكَ اللهُ لي يا بني. قصة : مصطفى عادل الحداد رسوم: علي رستم

إتصل بنا

موقعنا