قصص سردية
إنه ذيل لفأر
في كلِّ صباح يخرج (القط الأبيض) يبحثُ عن طعامهِ ويلتقي بأصدقائهِ من القططِ الأخرى والكلاب وحتى الفئران كانت تربطهُ علاقةٌ طيبةٌ بهم، فهو يُحبُّ الجميعَ ويُحبُّ المزاحَ والملاطفةَ مع أي حيوانٍ يراهُ دائماً، وفي يومٍ من الأيامِ عندَما كان القطُّ يتنزهُ في أزقةِ المدينةِ شاهدَ جحراً صغيراً يخرجُ منه ذيلٌ رفيعٌ وصغيرٌ فابتسمَ وقالَ: لابدَّ إنَّه ذيلٌ لفأرٍ سأُمازحهُ وأجعلهُ يرتعبُ، فأمسكَ القط بالذَّيلِ وسحبهُ وهو يصرخُ: ماو... ماو، ولم تمضِ إلا دقائق حتى أخرجت الأفعى رأسَها والتفت حولَ القط، فارتعبَ وقالَ: يا ويلي، لم يكن فأراً، ثمَّ أخذَ القط يُحركُ جسمَهُ وقدميهِ مِنْ هُنَا وهُنَاك محاولاً الخلاصَ من الأفعى وهو يقولُ: أنَا لم أقصدْ إيذائكِ، أرجوكِ أتركيني ظننتُكِ فأراً وأحببتُ أن أُمازحه، فردت الافعى قائلةً: كيف تتمازحُ مع أحدٍ لا تعرفه؟ حينَها لم يكن أمامَ القط سوى الصِّراخ عالياً: النجدة ... النجدة، هل من أحدٍ يسمعني، فوصلَ النِّداءُ وجاءت مجموعةٌ من القططِ وأمسكت بالأفعى وهي تصرخُ بقوةٍ: ماو ...ماو، وتُحاولُ بمخالبِها أن تُبعدَ الأفعى، لكن الأفعى لم تسمحْ لهم أبداً فكما حاولَ أحدٌ الاقترابَ حاولت لدغه، ولهذا قالت أحدى القطط: لو استمرَ الأمرُ هكذا سوفَ نخسرُ (القط الأبيض) علينا الاستعانةَ بالكلابِ لأن الأفعى تخافُها كثيراً، وفعلاً حضرت مجموعةٌ من الكلابِ وهجمت على الأفعى حينَها شعرت بالرعبِ وولت هاربةً، وفي تلكَ اللحظةِ فَرِحَ القط وقالَ: أنتُم أصدقاءٌ أوفياء فشكراً لكم يا احبائي، وسردَ ما حصلَ معه، حينَها تفاجأ الجميعُ وقالَ أحدُ الكلاب: أنتَ صديقٌ طيبٌ وتستحقُ ذلكَ، لكن عليكَ ان لا تعبثَ معَ أحدٍ لا تعرفه وتحكمُ على ما تراه. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم علي رستم
أكثر المواضيع قراءة