قصص سردية
زهرة دوار الشمس
اعتاد الجد حبيب أن يسقي حديقة المنزل ويعتني بالأزهار والنباتات، وكانت لديه زهرة شمس يحبها كثيرًا من بين جميع النباتات الأخرى، خرج ذات يوم ووجد أحفاده يلعبون الكرة في باحة المنزل، والمنافسة مشتدة بينهم، وإذا بحسام قد ركل الكرة بقوة وأحرز هدفًا، فتعالت الأصوات والهتافات، وعندما أرادوا جلب الكرة، وجدوا الجد حبيباً جالساً بحزن قرب زهرته المفضلة، بعد أن تسببت الكرة بكسر ساقها، فتجمعوا حوله مستغربين، وسأله أحدهم: لماذا تحب هذه الزهرة كثيرًا يا جدي؟ رفع الجد حبيب رأسه وأخذ يحكي لهم قائلاً: عندما كنت في الحشد الشعبي وكنا ندافع عن الوطن، دخلنا إحدى المناطق التي دمرها الأشرار في مدينة تكريت العراقية، فوجدنا مزرعة مهجورة، أذبل العطش نباتاتها، فنادى قائد مجموعتنا: يا إخوتي إن هذه المزرعة من نعم الله تعالى، ويجب أن نسقيها ثم نتوجه إلى مهمتنا. سرت في المزرعة ووجدت مجموعة من أزهار دوار الشمس على وشك الموت من شدة العطش، اقتربت منها لأسقيها وفجأة لمحت ألغاماً ومتفجرات منتشرة في كل مكان، صرخت لأحذر اخوتي المقاتلين، وبالرغم من خطورة الأمر إلا أننا قمنا برفع الألغام، وواصلنا سقي النباتات، ثم غادرنا بعد ذلك إلى مهمتنا الأساسية، وعند عودتنا بعد عدة أشهر مررنا بالمزرعة ذاتها، ووجدنا أن أهلها قد عادوا، وازدادت ثمارها، فلوحت للمزرعة بيدي من بعيد ورأيت زهرة دوار الشّمس صفراء تهتز تلوح لي، وكأنها تتذكرني وتحييني لأنني سقيتها ومنذ ذلك الوقت أُحبُّ هذه الزهرة. . قصة: علاء سعدون رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة