قصص قرآنية
لا تخسر نفسك
في كل صباح من يوم الجمعة يجتمع الأصدقاء (محمد وحسن وأمير) عند بحيرة الأسماك، يجلبون معهم صناراتهم ويرمونها في وسط البحيرة ليصطادوا أسماكاً يقدمونها لأهلهم، وفي أحد أيام الجمع، اجتمع الأولاد على عادتهم ليصطادوا الاسماك، أخرج الاولاد صناراتهم ولكن محمداً ومع أول رمية له في البحيرة قطع حبل صنارته بعد أن عَلِق داخل البحيرة، حسن وأمير استطاعوا أن يصطادوا الكثير من الاسماك في ذلك اليوم، ومحمد بلا صنارة ينظر إليهم بحزن على صنارته المقطوعة، فقرر ان يساعد أصدقاءه في اخراج الاسماك الكبيرة من البحيرة، وفي نهاية اليوم عاد الاطفال الى بيوتهم يحملون الاسماك التي اصطادوها ومحمد بلا أسماك، وصل الى بيته وهو حزين، وقف على الباب وهو ينظر إلى صنارته المقطوعة ويفكر ماذا سيقول لأمه التي تنتظر الاسماك منه، طرق الباب بهدوء، ففتحتها أمه وأخبرها بقصة صنارته، ابتسمت الأم وقالت له، لا تحزن يا ولدي سأتدبر أمر الطعام، ولا تجمع على نفسِك فقدان الصنارة والحزن، سلم أمرك الى الله وسيعوضنا خيراً إن شاء الله فهو الرزاق الكريم، وقد قال تعالى (لا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ (، وهذه وصية لنا حتى لا نشعر بالأسى والحزن اذا ما فقدنا شيئاً من هذه الدنيا، فلا أحد في هذه الدنيا يحصل على كل ما يريد ولابد أن نتعلم أن الفقدان والخسارة جزء من الحياة وعلينا أن نتعايش معه حتى لا نخسر أنفسنا مع خسارة الاشياء، ابتسم محمد وقال (الحمد لله على نعمة الايمان الذي يهوِّن كل شيء) وقبل ان يكمل اصلاح صنارته أعدت الأم طعاماً ليأكلاه بسعادة. قصة: علي البدري رسوم: علي رستم
أكثر المواضيع قراءة