جاء الشتاء

في صباح يومٍ جميل أخرج محمدٌ حقيبة ملابسه الشتوية، نثر الملابس في كل مكان لتهويتها وفصل الملابس التي يلبسها في الخارج عن الملابس التي يلبسها في المنزل، وأخرج مظلته الملونة التي يحملها كل يومٍ ماطر، ولبس ملابس سميكة تحميه من البرد، ووضع على رقبته وشاحاً صوفياً سميكاً، ولبس جوراباً صوفياً ، ولبس قفازاته الشتوية التي تدفئ كفيه، لبس الكثير من الملابس، وجلس في الغرفة يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد وقتٍ قليل بدأ محمد يشعر بالحر، بل يشعر بالحر الشديد، ترك الهاتف ونزل الى المطبخ ليتحدث مع أمه حول شعوره بالحر الشديد، وخوفه من أن يكون قد مرض وارتفعت حرارته، تفاجأت الام عندما رأته، وتفاجأ اخوته وأبوه أيضاً، وقالوا له لماذا تلبس كل هذه الملابس يا محمد، قال محمد قرأت خبراً على مواقع التواصل الاجتماعي أن الشتاء قد جاء، فأخرجت ملابسي الشتوية ولبستها، ولكنني أشعر بحر شديد الآن، ضحك الاب وقال يبدو انك لم تفهم درس يوم أمس في المسجد يا بني، قال محمد وما علاقة درس الامس بقدوم الشتاء يا ابي، قال الأب هل تذكر الاية التي قرأناها بالامس ؟/ قال محمد نعم اتذكرها جيداً {(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا }، ضحك الاب وقال وهل تبينت هذا الخبر وفكرت فيه قبل أن تصدقه يا ولدي، نحن في الشهر الأول من الصيف و الجو حارٌ جداً، فلا تصدق كل ما تقرأه على الانترنت وفكر في المعلومة وحاكمها قبل ان تصدقها. ضحك الجميع وقالوا والآن عليك أن تعيد كل الملابس الى مكانها الأول. قصة: علي البدري رسوم: علي رستم