قصص سردية

القسمة العجيبة

القسمة العجيبة

عند ضفة النهر اصطادَ (الدب الكبير) مع صديقه (الدب الصغير) سمكتين كبيرتينِ وأثنتين صغيرتين، وأرادَ الاثنانِ أن يقتسما السَّمكَ فيما بينهما، فقالَ (الدب الكبير): سأقسمُ قسمةً عادلة، فأخذَ سمكةً كبيرةً وأخرى صغيرةً وقالَ محدثاً الدب الصغير: هذه حصتُكَ، ثمَّ أخذَ سمكةً كبيرةً وأخرى صغيرةً وقالَ: هذه حصتي، وفي هذه الأثناء كان الثَّعلبُ متخفياً خلفَ إحدى الأشجارِ يستمعُ إلى حديثِهما وبعدَ لحظاتٍ اهتدى إلى حيلةٍ يسرقُ منهما السَّمك، وبسرعةٍ خرجَ الثَّعلبُ من خلفِ الشَّجرةِ وقالَ: إنَّها قسمةٌ غيرُ عادلة، تفاجأ الدبان ونظرا نحوه نظرة استغراب، ثمَّ اقتربَ الثَّعلبُ وقالَ محدثاً الدب الكبير: السَّمكتانِ الكبيرتانِ لكَ، فأنتَ دبٌ كبيرٌ والحصةُ الأكبرُ يجبُ أن تكونَ لكَ، أما السَّمكتانِ الصَّغيرتانِ هما للدب الصَّغير، فنظرَ (الدب الصغير) إليه مبتسماً وقالَ: كيف توصلت لهذه القسمةِ العجيبة؟ فقالَ الثَّعلبُ: هل مَعِدتُكَ بحجمِ مَعِدةِ الدُّب الكبير؟ فأجابهُ الدُّب الصَّغير: لا ، فقالَ الثَّعلبُ: إذن مَعِدته أكبر فيجبُ أن يأكلَ أكثر، حينَها قالَ (الدُّب الكبير): نعم كلامُكَ صحيحاً، وأخذ السَّمكتينِ الكبيرتينِ، فغَضِبَ (الدب الصغير) وسحبَ سمكةً من يده، وظلَّ كلُّ واحدٍ منهما يسحبُ سمكةً من يدِ الآخرِ ويتبادلانِ الصُّراخَ حتى وقعَ بينهما عراكٌ شديدٌ، وفي تلكِ اللحظةِ وضعَ الثَّعلبُ الأسماكَ بينَ فكيهِ وهربَ بعيداً، وبعدَ مرورِ بعضِ دقائقَ أحس الدُّبانِ لا أثرَ لوجودِ الأسماكِ ولا للثعلبِ حينَها نظرَ كلُّ واحدٍ منهما للآخرِ نظرةً حزينةً وقالا: لقد احتالَ الثَّعلبُ علينا وأوقعَ الخلافَ بيننا، ثم قالَ (الدُّب الكبير): خلافُنَا هو نقطةُ ضعفنا، واحتضنَ كلُّ واحدٍ منها الآخر ووعدا بعضَهما ألا يسمحانِ لأحدٍ أن يُفرقَ بينهما أبداً. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: علي رستم

إتصل بنا

موقعنا