قصص سردية
هذا غير معقول
في عطلةِ نهايةِ الأسبوع ذهبَ الأولادُ إلى جدهم الحاج صالح ليقضوا معهُ وقتاً ممتعاً، فقد كان جدهُم ماهراً في الألغازِ المسليةِ وبعدَما وصلوا استقبلوا جدهُم بابتسامةٍ عريضةٍ قائلين: السلامُ عليكم يا جدنَا العزيز، فأجابهم قائلاً: أهلاً يا أحفادي، كيف حالكم؟ فقالوا بصوت واحد: الحمد لله، ثم قال أحدهُم: نحنُ مشتاقونَ لكَ كثيراً وللألغازِ الجميلة، فابتسمَ الجدُ وقالَ: الآن انتهيتُ من عملِ لغزٍ لكم وأدعوكم لحلِّهِ، هل أنتُم جاهزون؟ وبكلِّ فرحٍ قال الجميعُ: نعم جاهزون، وحين ذهبوا إلى الحديقةِ شاهدوا منضدةً فوقَها صحنٌ فيه قطعةً معدنيَّةً منغمسةً بالماء، فقالَ الجد: أُريدُ أن تستخرجوا هذه القطعةَ المعدنيَّةَ من دونِ أن تلمسوا الماء، فأخذَ كلُّ واحدٍ منهم ينظرُ إلى الصَّحنِ ويقولُ: ما الحل يا تُرى؟ وبعدَ مرورِ جزءٍ من الوقتِ قالَ أحدُ الأولاد: إنَّهُ لغزٌ صعبٌ جداً، فأجابه الجد: إنَّها تجربةٌ علميةٌ، عليكم مراجعةَ معلوماتكم، فظلَّ الأولادُ يفكرونَ لكنَّهم لم يتوصلوا لحلٍ صحيح، حينَها أحضرَ الجد كأساً زجاجياً وشمعةً ثمَّ وضعَ الشَّمعةَ في مكانٍ ما مِنْ الصَّحنِ وأشعلَها ثمَّ غطى الشَّمعة بالكأسِ وبعدَ لحظاتٍ بدأَ الماءُ يرتفعُ في الكأسِ حتى انطفأت الشَّمعةُ واستمرَ الماءُ بالصَّعودِ حتى فرغَ الصَّحنُ من الماءِ تماماً وحملَ الجد القطعةَ المعدنيَّةَ من الصَّحن وقالَ: ما رأيكم يا أحبائي؟ فقالوا بصوتٍ تملأه الدَّهشةُ: هذا غيرُ معقول، كيفَ حصلَ ذلكَ، فقالَ الجد: في البدايةِ تمدَّدَ الهواءُ بفضلِ الحرارةِ لكن عندَما انطفأت الشَّمعةُ تقلصَ الهواءُ نتيجةَ البرودةِ التي تسببت في انفخاضِ ضغطِ الهواءِ في الكأسِ مما أدى إلى دخولِ الماءِ في الكأسِ المقلوب، فابتسمَ الجميعُ وقالوا: تجربةٌ ممتعةٌ جداً. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة