قصص سردية
حُلمُ الوردة
في كأسٍ مليء بالماءِ كانت الوردةُ البيضاءُ تعيشُ حياةً جميلةً وهي بالقربِ من صديقِهَا (محمد) الذي يعتني بها ويُشرفُ على تغييرِ الماءِ لها ما بينَ يومٍ وآخر، وفي يومٍ من الأيامِ قالت الوردةُ لصديقِها: هل ما زلتَ على وعدِكَ لي؟ فابتسمَ (محمد) قائلاً: نعم، بالتأكيد، فهو وعدها قبلَ أن يقطفَها من الحديقةِ أن يحققَ لها حُلمَها، فهي كانت تحلمُ دوماً أن يصبحَ لونُها أحمر بدلاً من الأبيض، ولهذا ذهبَ (محمد) إلى السُّوقِ وأشترى صبغةَ طعامٍ بلونٍ أحمر، ثُمَّ عادَ إلى البيتِ وأحضرَ كأساً ملأ ثلثهُ ماءً ووضعَ فيه قليلاً من صبغةِ الطَّعامِ وظلَّ يُقلبُ الماءَ بملعقةٍ حتى أصبحَ لونُ الماءِ أحمراً، ثُمَّ قالَ محدثاً الوردةَ البيضاء: هل أنتِ مستعدةً يا صديقي، فابتسمت الوردةُ: أجل أنَا مستعدةٌ، فحملَ (محمد) الوردةَ ووضعَها في الكأسِ وقالَ: يجبُ أن تنتظري حتى الصَّباح الباكر، وفعلاً في اليومِ التَّالي عندَما اشرقت الشَّمسُ استيقظت الوردةُ من نومِها الجميل وهي متحمسةٌ لترى شكلَها الجديد وحين نظرت إلى المرآةِ فوجدت إنَّها أصبحت وردةً حمراء بدلاً من بيضاء، فنادت على صديقِها وهي مسرورةٌ: أين أنتَ يا صديقي، لقد تغيرَ لوني؟ وبسرعةٍ جاء (محمد) وفَرِحَ لفرحِها وقالَ: الآن أنا وفيتُ بوعدي. هل تعرفون يا أصدقائي كيف نجحَ محمد في تغييرِ لونِ الوردة، وذلك لأن أوراقَ الوردةِ اكتسبت لونَ صبغةِ الطَّعامِ من الماء، وهذا يعني أن النَّباتاتِ تمتصُ الماءَ بفعلِ خاصيةِ التَّأثيرِ الشعري، ويحدثُ ذلكَ في النَّباتاتِ والأزهارِ والأعشابِ وحتى الأشجار. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة