قصص سردية
محفظة خالية من المال
كان الجد حبيب يتجول مع أحد أحفاده في السوق، وتذكر أن لديه دواء يجب أن يشتريه، فدخل إلى الصيدلية وسمع صوتاً يبدو مألوفًا لديه، كان صوت رجلًا يتحدث مع الصيدلاني قائلًا: "خذ هذا المبلغ واعطي بمقداره الدواء للمحتاجين والفقراء مجانًا"، وعندما استدار الرجل ليخرج، عرفه الجد حبيب وناداه بحماس: حسن عبد! فأنتبه الرجل وأسرع نحو الجد حبيب واحتضنه قائلًا: "العم حبيب، لم أرك منذ خمس أعوام؟ لقد اشتقت لك كثيرًا"، وبعد حديث طويل بينهما ودّعا بعضهما وعاد الجد حبيب مع حفيده إلى البيت. بعد وجبة الغداء وبينما كان الجد حبيب يشرب الشاي، جاء حفيده وسأله قائلًا: من هذا الرجل الذي التقيته اليوم وسلمت عليه بحرارة يا جدي؟ وماذا كان يقصد عندما أعطى المال للصيدلاني وقال له: "اعطي بمقداره دواءً للمحتاجين والفقراء مجانًا"، أجلس الجد حبيب حفيده في حجره وقال له: قبل أن أخبرك بمقصده دعني أحدثك عنه أولًا.. هذا الرجل هو حسن عبد، أحد المقاتلين الاوائل في الحشد الشعبي، ترك عمله وبيته وخرج ليدافع عن وطنه، أتذكر يوم كنا نقاتل داعش لاخراجهم من تكريت واتصلت عليه زوجته لتخبره أن ابنته مريضة جدًا وبحاجة للدواء، استأذن من المسؤول وذهب ليجهّز أغراضه، عائدًا لعائلته، كنتُ جالسًا عندما أخرج محفظته ووجدها خالية من المال، فهو عامل بسيط، وأثمن شيء لديه هو الوطن، لذلك ترك كل شيء وجاء ليقاتل عندما سمع أن العراق في خطر، قمت وبعض المقاتلين بجمع المال ليعالج به ابنته الصغيرة، أخذه منّا والدموع تملء عينيه، وقال: "شكرًا لكم يا أخوتي، انتظروا عودتي قريبًا"، وعاد بالفعل بعد عشرة أيام.. هذا هو حسن عبد، المقاتل الذي خرج للدفاع عن وطنه رغم أنه لا يمتلك مالًا يعود به لبيته، وها هو اليوم يعطي المال للصيدلاني بدلاً عن الفقراء المحتاجين للدواء. قصة: علاء سعدون رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة