قصص سردية
كانت هنَا
في مساءِ أحدِ الأيامِ عادَ (حسام) من رحلةِ الصَّيدِ حاملاً صنارةَ الصَّيدِ على كتفهِ وإلى جانبهِ كلبه اللطيف يحملُ سلةَ الأسماك، وما أن دخلا إلى البيتِ ذهبَ (حسام) مسرعاً إلى الدَّاخلِ ليُغيرَ ملابسَ الصَّيدِ ويأخذُ قسطاً من الرَّاحة، أما الكلب وضعَ سلةَ الأسماكِ بجانبِ إحدى الأشجارِ في حديقةِ البيتِ وذهبَ إلى بركةِ الماءِ ليشربَ ويغتسلُ قليلاً، وبينما كان الكلبُ مستمتعاً بالغوصِ في مياهِ البركةِ وصُنعِ بعضِ الحركاتِ البهلوانية، أقبلَ نحوَهُ (حسام) وهو يقولُ بصوتٍ شديد: كيفَ تأكلُ السَّمك، مَنْ سمحَ لكَ بذك؟ ابتسمَ الكلبُ وأشارَ إلى السَّلةِ قائلاً: إنَّهُ في السَّلة، فأمسكَ (حسام) بالكلبِ وقالَ: تعالَ معى لنُشاهدَ السَّلة، وحينَ اقتربا من السَّلةِ دُهِشَ الكلبُ عندَما شاهدَ السَّلةَ فارغةً من الأسماكِ وقالَ باستغراب: كانت هُنَا، أين ذهبت؟ غَضِبَ (حسام) وقال: اعترفْ إنَّكَ أكلتها، حنى الكلبُ رأسَهُ وظهرت عليه ملامحَ الحزن، ثمَّ رفعَ (حسام) يدَهُ قائلاً: أخرجْ من بيتِنَا لا مكانَ لكَ بعدَ الآن، وفي هذهِ الأثناءِ سَمِعَ والده فاتجه نحوه قائلاً: ماذا يجري هنا، هل مِن مشكلة؟ حملَ (حسام) السَّلةَ وقالَ محدثاً والده: انظرْ يا أبي الكلبُ أكلَ جميعَ الأسماك، هل يصحُ ذلك؟ ابتسمَ والده قائلاً: لم يأكلها، أنا نقلتُها إلى برادِ التَّخزينِ لنُحافظَ عليها من التَّلف، تفاجأ (حسام) ونظرَ نحوَ الكلبِ نظرةً خجولةً قائلاً: أنا آسفٌ جداً، وراح يمسح على رأسه اعتذاراَ له، إذن يا أصدقائي يجبُ أن نبحثَ عن حقيقةِ الأمورِ بالهدوءِ واللطفِ بعيداً عن التسرع في الحكمِ على الآخرينِ ونظنُّ بهم سوءاً. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: علي رستم
أكثر المواضيع قراءة