قصص سردية

ما بكِ يا أمي

ما بكِ يا أمي

عندَ حلولِ الظهيرةِ انتهى (وسام) من ممارسةِ التّدريباتِ الرِّياضيةِ الخاصةِ بلاعبي التايكوندو، فهي الرِّياضةُ المفضلةُ لديهِ والتي يعشقُها ويحلمُ بأن يصبحَ لاعباً ماهراً وناجحاً في المستقبل، وبعدَما ودّعَ اصدقائه رَكِبَ دراجته الهوائية متجهاً نحوَ بيتِهم الجميل، وبعدَ مرورِ جزءٍ من الوقتِ وصلَ (وسام) وحينَ دخلَ إلى البيتِ نادى أمَّه قائلاً: أنَا عُدتُ يا أمي، أين أنتِ؟ وبصوتٍ خافتٍ ومتقطعٍ اجابت أمُّه قائلة: أهلاً بكَ يا عزيزي، أنَا هُنَا في المطبخ، استغربَ (وسام) من نبرةِ الصَّوتِ التي تحدَّثت بها أمُّه فاتجه مسرعاً نحوَ المطبخِ وحينَ وصلَ بالقربِ منها شاهدَ الدّموعَ تنهمرُ من عينيها فامسكَ بيديها وأخذَ يقولُ بصوتٍ خائف: ما بكِ يا أمي، لماذا تبكين، هل حصلَ مكروه؟ فابتسمت الأمُّ قائلة: أهدئ يا ولدي لا تخفْ، كنتُ أُقشرُ البصل، فقالَ (وسام) مستغرباً: وهل تدمعُ العينُ عندَ تقشيرِ البصل؟ فاجابت الأمُّ: نعم، البصل يحتوي على زيتٍ عندَما ينتشرُ في الهواء يتحولُ إلى بخارٍ يُهيُّج العينينِ ويتسببُ في إنتاجِ الدُّموعِ، فابتسمَ (وسام) قائلاً: معلومةٌ علميَّةٌ جميلة. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي

إتصل بنا

موقعنا