قصص سردية
ثعلوب والحيوانات
في الغابةِ الجميلةِ كانت الحيواناتُ تعيشُ حزينة بسببِ الثَّعلب (ثعلوب) الذي يتعرضُ لصغارِها ويحاولُ سرقتَها، ولهذا كانت الحيواناتُ لا تُحبُّ (ثعلوب) وتتمنى أن يأتي اليوم وتتخلصُ منهُ ومن شره، وفي صباحِ أحدِ الأيام حاولَ (ثعلوب) تسلقَ إحدى الأشجارِ لسرقةِ أفراخِ الحمامةِ لكنَّهُ سقطَ على الأرضِ وكُسرَت قدمهُ وصارَ يصرخُ قائلاً: آه قدمي ... قدمي تألمني، وفي هذه الأثناء مرَّ بجانبهِ (أرنوب) سألهُ قائلاً: ما بكَ يا ثعلوب، فقالَ لهُ: لقد كُسرَت قدمي، فأجابهُ (أرنوب): تستحقُ ذلكَ، وراحَ يضحكُ عالياً، فحزن (ثعلوب) كثيراً وأخذ يئنُ وهو يقول: آه ... أنا لن أحتمل هذا الألم الشديد، أرجوكم ساعدوني، وحينَ سَمِعت الحيواناتُ بالخبرِ فَرِحت كثيراً وصارَ الجميعُ يقول: هذا ما كُنَا نتمناهُ منذُ زمنٍ بعيد، لكن حينَ وصلَ الخبرُ إلى ملكِ الغابةِ أمر باجتماعِ الحيواناتِ عندَ عرينه، وفعلاً حضرت الحيواناتُ ووقفَ الأسدُ على تلٍّ وقالَ: هل شعرتهم مرة بالألم؟ فظهرَ الاستغراب على وجوه الحيوانات، ثم قالَ الأسدُ: ما شعوركم وأنتُم عاجزينَ عن تحملِ الألمِ والتّخلصِ منه؟ فكرتُ بأني لو كنتُ بمكانِ (ثعلوب) فكيفَ يكونُ حالي يا تُرى، حينَها قالَ الجميعُ: حقاً شعور مؤلم، وعندَما شعرت الحيواناتُ بالذنبِ تُجاه (ثعلوب)، سارت نحوَ بيته لتُقديمَ المساعدة له، فبعضهم حملَ الدَّواءَ لهُ وبعضهم حملَ الطَّعامَ لهُ وبعضهم حملَ الزُّهورَ له، واستقبلهم (ثعلوب) بابتسامةٍ عريضةٍ وشكرهم على مساعدتهم، ومنذُ ذلك الوقت أصبح (ثعلوب) صديقاً وفياً وصالحاً لجميع الحيوانات. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة