قصص سردية

مدينة الألعاب

مدينة الألعاب

طلب الأطفال من جدّهم حبيب أن يصحبهم إلى مدينة الألعاب، فوافق الجد وأخذهم إلى مدينة ألعب كبيرة وجميلة، دخلوا إليها وأخذوا يلعبون ويمرحون هنا وهناك، تارة يركبون سيارات السباق، وتارة المراجيح والقطار وغيره، أما الجد حبيب فقد اكتفى بالجلوس ومراقبتهم عن قرب، وبعد مضي ساعة على تواجدهم في مدينة الألعاب، جاء أحد الأحفاد واقترب من جده حبيب ووجد دموعه منهمرة على خديه، فتعجب وسأل جده: لماذا تبكي يا جدي؟ ابتسم الجد ومسح الدموع عن عينيه وأخذ حفيده إلى حجره وقبّله وقال: لا تقلق يا صغيري، تذكرت أحد المقاتلين الأبطال، يوم حررنا إحدى المناطق في مدينة الموصل، وكنا نتجول لنتأكد من سلامة المكان، اقتربنا من مدينة ألعاب مهجورة، فدخل اليها المقاتل سيف علي، وهو شاب من مدينة الكوت، لديه طفل بعمر أربعة سنوات، اقتربت منه ووجدته يحمل صورة ولده عبّاس، والدموع تملأ عينيه، وهو يتمتم قائلاً: "لم يتبقى الكثير يا حبيبي، سنحرر بلدنا من الأشرار، ثم أعود وأصحبك إلى مدينة الألعاب"، كان الموقف محزناً جداً، فرغم أن هذه المقاتل ما زال شاباً صغيراً ولديه طفلاً صغيراً يجب أن يهتم به، ويصحبه لمدينة الألعاب، إلا أنه خرج ليقاتل في مكان بعيد جداً عن مدينته؛ حباً بوطنه، ودفاعاً عن أبناء بلده ومقدساته. بعد مرور عدة أيام شاهدت المقاتل سيف وهو يوظب أغراضه مستعداً للعودة إلى بيته، وكان يحمل لعبة صغيرة بيده، اشتراها لصغيره عبّاس.. لمحني من بعيد ولوح لي باللعبة وهو مبتسم، فناديته: لا تنسى أن تصطحب ولدك إلى مدينة الألعاب، فرد عليّ قائلاً: إن شاء الله. وبعد عدة ساعات من انطلاق سيف وبعض المقاتلين عائدين إلى بيوتهم، وصلتنا الأخبار بأنهم تعرضوا لكمين على الطريق واستشهد سيف ومن معه، واحترقت اللعبة، وبقيّ عبّاس يتيماً دون أباً يصحبه إلى مدينة الألعاب. قصة: علاء سعدون رسوم: زاهد المرشدي

إتصل بنا

موقعنا