قصص سردية

فأرٌ لطيف

فأرٌ لطيف

في إحدى الغاباتِ الجميلةِ والمليئةِ بالأزهارِ والأشجارِ العالية كان الفأر (فرفور) يعيشُ في بيتٍ صغيرٍ جميل المظهر ويقضي وقته أحياناً بالبحثِ عن الطّعامِ وأحياناً أخرى باللعبِ مع اصدقائهِ من الحيواناتِ الصَّغيرةِ التي كانت تُحبُّهُ لأنَّه فأرٌ لطيفٌ يحبُّ مساعدةَ الآخرين كثيراً وهو يحبها أيضاً، لكنهُ كان يكرهُ القطط ويهربُ كما شاهدها لأنها تُلاحقُ الفئران دوماً وتُحاولُ افتراسها، وفي يومٍ من الأيامِ بينما كان (فرفور) عائداً إلى بيتهِ سمعَ مواءَ قطٍّ يتصاعدُ من إحدى الشجيراتِ القريبةِ منه فأخذَ يتلفتُ يميناً ويساراً فشاهدَ شجرةً تتمايلُ يميناً ويساراً وحينَ أقتربَ منها شاهدَ قطاً عالقاً بينَ أغصانِ شجرةٍ عاليةٍ فنظرَ إليهِ القطُّ وقالَ: أنا بحاجةٍ لمساعدتِكَ بأسنانِكَ تستطيعُ أن تقرضَ هذه الأغصانَ السَّميكةَ وتكسرها، فابتسمَ (فرفور) وحَدَّثَ نفسهُ قائلاً: يُمكنُ لهذا القط أن يفترسني بعدَما أنقذه، إذن لماذا أُعرضُ نفسي للخطر، وسارَ ليُكملَ طريقه لكن ارتفعَ مواءُ القط وهو يقولُ: ساعدني أرجوك أنا في مأزق، فوقفَ (فرفور) وأخذَ يفكرُ في أمره، وفي أثناءِ ذلكَ قالت الشَّجرة: أنا حاولتُ أن أُقدمَ له المساعدة لكنني لم أستطع، فلا تبخلْ عليه بالمساعدة، فأنتَ فأرٌ لطيفٌ يُحبُّ مساعدةَ الآخرين، وبعدَ مرورِ لحظاتٍ قليلةٍ قفزَ(فرفور) قفزةً عاليةً وأمسكَ بأحدى الأغصانِ الصَّغيرةِ وأخذَ يتنقلُ من غصنٍ إلى آخر حتى وصلَ إلى أعلى الشَّجرةِ وبدأَ بقرضِ الأغصانِ السَّميكةِ ونجحَ في انقاذ القطِّ وفَرِحَ القطُّ كثيراً وتَقدَّمَ بالشكرِ الجزيلِ لمساعدتهِ له، ومنذُ ذلكَ الوقت أصبحَ القطُّ صديقاً لـ(فوفور). قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي

إتصل بنا

موقعنا