قصص سردية
الرسام
جدي.. جدي أنظر ماذا رسمت يا جدي، فتح الجد حبيب ذراعيه واحتضن حفيده الذي جاء إليه راكضاً، قبله الجد حبيب وقال له: دعني أرى ماذا رسمت يا حبيبي، نظر الجد حبيب إلى الورقة وهو مبتسماً ثم تعجب مما رأى وسأل حفيده: ما هذا يا صغيري؟ يبدو أنه سد كبير وفوقه علم العراق ولكن كيف رسمت السد؟ قال حفيده إنه ليس سداً عادياً يا جدي بل هو سد بشري، وهؤلاء هم الجنود والمقاتلين الأبطال الذين وقفوا بوجه الأشرار ليحموا العراق، إنهم هم السد. سالت دموع الجد حبيب بعد أن شاهد ما رسم حفيده وسمع كلامه، وقال في نفسه: لم تذهب بطولات ودماء أخوتي الشهداء سدى، أتمنى أن تتذكرهم الأجيال القادمة وتخلدهم بالرسم والقصص وجميع الفنون، جزءً لما قدموا من تضحيات.. انتبه حفيده وسأله ما بك تبكي يا جدي، قال الجد: إنها دموع الفرح يا حبيبي، لقد رسمت لوحة عظيمة وقد ذكرتني بأحد المقاتلين الأبطال، لم اتعرف عليه جيداً ولكنه كان دائماً ما يرسم وهو على الساتر أمام الأشرار، تارة نراه يقاتل بشجاعة وبيده بندقيته، وتارة نراه يرسم بالقلم والفرشاة والألوان، من الأشياء الجميلة التي كان يفعلها: في كل مرة كان يرسم لوحة جميلة عن السلام والمحبة ويعلقها في المناطق التي نحررها، كان يحلم بأن يقيم معرضاً لرسوماته عندما تنتهي الحرب، ولكنه استشهد ولوحته الأخيرة لم تكتمل.. هذه قصة المقاتل الرسام وأنا فرح اليوم بما رسمته أنت وكأنك أكملت لوحته، شكراً لك يا صغيري، وشكراً لكل من سيتذكرنا ويخلد ذكرنا وبطولاتنا ذات يوم. قصة: علاء سعدون رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة