قصص سردية
السمكةُ الكبيرة
في مساءِ أحدِ الأيامِ خرجَ (الدب) من بيتهِ متجهاً نحوَ النَّهرِ ليصطادَ سمكة يسدُّ بها جوعه، حملَ الصّنارةَ على كتفهِ وأخذَ يسيرُ ببطء من شدةِ الجوعِ الذي حلَّ به، حتى وصلَ إلى النَّهرِ ورمى صنارته في المياهِ وقالَ محدثاً النَّهر: أُريدُ سمكةً كبيرةً فأنا جائعٌ جداً، وبعدَ مرورِ دقائقٍ معدودة أهتزَّ خيطُ الصّنارة فَفَرِحَ (الدب) وسحبَ الصّنارةَ بسرعةٍ فخرجت سمكةٌ صغيرةٌ فنظرَ (الدب) إليها نظرةً حزينةً وقالَ: هذه السَّمكةُ الصغيرةُ لا تسدَّ جوعي، ورمى الصنارةَ في المياهِ قائلاً: ما هذا الذي كنتُ انتظرهُ منكَ أيّها النّهرُ الجميل، أُريدُ سمكةً كبيرةً تسدُّ جوعَ معدتي الكبيرة، وبعدَ مرورِ وقتٍ قصيرٍ أحسَّ (الدب) بثقلِ الصّنارة فابتسمَ قائلاً: لقد حصلتُ على السَّمكةِ الكبيرة، وأخذَ يسحبُ الصنارةَ بقوةٍ وهو يقول: يا ألهي كم هي ثقيلة، وظلَّ يسحبُ بخيطِ الصنارةِ حتى خرجَ لهُ تمساحٌ كبيرٌ وكَشَّرَ عن انيابهِ محاولاً افتراسه وبسرعةٍ قفزَ (الدب) إلى الوراءِ متعجباً مما اصطادهُ وهربَ بعيداً للنجاةِ بنفسه، ثمَّ اتجه عائداً إلى بيتهِ يملئه الجوعُ والنَّدمُ وهو يُحدِّثُ نفسهُ قائلاً: القليلُ خيرٌ من الحرمان، فسمكةٌ في اليدِ خيرٌ من عشرةٍ في البحر. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة