قصص سردية

الشهداء الأحياء

الشهداء الأحياء

كانت المباراة شديدة المنافسة بين فريق المنطقة الأولى وفريق المنطقة الثانية، وفي اللحظات الأخيرة وقبل أن يطلق الحكم صافرة النهاية، سدد اللاعب ماهر رمية قوية كادت أن تدخل الشباك لولا القفزة الطويلة التي قام بها حفيد الجد حبيب، حارس مرمى فريق المنطقة الثانية، فأنقذ فريقه من الخسارة ولكنه تعرض لإصابة شديدة في ساقه، وبعد مرور ثلاث أيام شاهد الجد حبيب حفيده وهو يوظب تجهيزاته الرياضية فسأله الجد: ماذا تفعل يا صغيري، انت مصاب إلى أين تريد الذهاب؟ قال: لدينا مباراة نهائية مهمة يا جدي، ولا أستطيع ترك أصدقائي يلعبون لوحدهم، إنهم بحاجة لي.. أعجب الجد حبيب بكلام حفيده واصراره على مساعدة فريقه رغم اصابته، وبدأت الدموع تسيل من عينيه، تأثر حفيده، وسأله: ما بك يا جدي، ما الذي جعلك تبكي؟! قال الجد: لقد ذكرني كلامك بمواقف الشهداء الأحياء، وبطولاتهم العظيمة، فقال حفيده: ومن هم الشهداء الأحياء يا جدي؟ قال الجد حبيب: الشهداء الأحياء هم المقاتلين الجرحى، الذين اصيبوا خلال المعارك ضد عصابات داعش، فهم لم ينالوا الشهادة مع الشهداء ولكنهم خسروا أطرافهم وحواسهم بشجاعة وبطولة من أجل بلدهم وشعبهم ومقدساتهم، ولهذا نسميهم (شهداء أحياء)، أما ما جعلني أبكي فهو كلامك الذي ذكرني بالكثير من المقاتلين الأبطال الذين أصيبوا خلال المعارك ولكنهم أصروا على العودة من أجل اكمال القتال مع اخوتهم، على الرغم من إصاباتهم الشديدة، منهم من أصيب مرة أخرى ومنهم من التحق بالشهداء الأبرار. قصة: علاء سعدون رسوم: زاهد المرشدي

إتصل بنا

موقعنا