قصص سردية
كان يوماً سعيداً
في مساءِ أحدِ الأيامِ أقامت إحدى مدن الألعاب عرضاً ترفيهاً للأطفال وكان العرضُ يتضمنُ فقرات مضحكة يُقدمها المهرج ومجموعةٌ من الخدعِ السّحريةِ والمسابقاتِ الفكرية للأطفال، وقبل أن يبدأَ العرضُ جلستُ وسطَ المشاهدينَ إلى جانبِ أبي وأمي، وبعدَ مرورِ دقائقٍ معدودةٍ أفتتحَ العرضَ الرجلُ المهرجُ الذي أعتلى خشبةَ المسرحِ وهو يرتدي البدلةَ الملونةَ والشعر الأخضر المستعار وهو يصنعُ بعضَ الحركاتِ المضحكةِ ويجري ويلعبُ مع الجمهور، وبعدَها بدأت فقرةُ الساحر، وبدأَ بإخفاءِ الأشياءِ وإظهارها بشكلٍ مبهر، وقبل أن تنتهي هذه الفقرة أخرجَ الرجلُ السَّاحرُ سريراً كبيراً في داخلهِ آلاف المسامير وحملَ في يدهِ بالوناً وما أن وضعه في طرفِ السرير أنفجرَ بسرعةٍ كأنَّه يريدُ أن يخبرَنا إنَّها مساميرٌ حقيقةٌ ثمَّ خلعَ معطفه وجلسَ على السريرِ وشيئاً فشيئاً تمدَّد فوقَ السريرِ حينَها انبهرَ الجمهورُ وراحَ يُصفقُ عالياً، أعجبتني كثيراً هذه الخدعةُ السحريةُ الجميلةُ فسألتُ والدي قائلاً: كيف استطاعَ أن ينامَ على هذه المسامير من دونِ أن يصابَ بأذى، فابتسم والدي قائلاً: إنَّها خدعةٌ علميةٌ مرتبطةٌ بالفيزياء، لو كان في السريرِ مسماراً واحداً فلم يستطع أن ينامَ عليه، لكن عندَما ملئ السريرَ بآلافٍ من المسامير فهنَا المساحةُ التي يسقطُ عليها الجسمُ أصبحت كبيرة، وكلما زادت المساحةُ قلَّ الضغطُ المؤثرُ على الجسم، فقلتُ مبتسماً: إذن سنجربُها معاً في المنزل، فضَحِكَ والدي قائلاً: حسناً يا بني، وفي هذه الأثناء انتهت فقرةُ الخدعُ السحرية وبدأت المسابقاتُ الفكريةُ ورحتُ أُتابعُ الأطفالَ المشاركين بكل شغف، حتى أنتهى العرض، كان يوماً سعيداً وممتعاً حقاً. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة