قصص سردية

نحنُ لا نجيد السباحة

نحنُ لا نجيد السباحة

في يوم ٍمن الأيامِ كان القرد (سعدان) يتسلقُ الأشجارَ وهو يأكلُ الموزَ بكلِّ فرحٍ وسعادة، وكان بالقربِ منه (ارنوب) مع أبنهِ الصَّغير جالسين عند ضفةِ النَّهرِ يأكلان الجزرَ وهما ينظرانِ إليه فرحين بحركاتهِ البهلوانية، وعندَما قفزَ (سعدان) إلى شجرةٍ شاهقةٍ، لفَّ ذيلَهُ حولَ إحدى أغصانِها وأخذَ يتدلى من ذيلهِ ويتأرجحُ يميناً ويساراً ضاحكاً، لكن غصنَ الشَّجرةِ كان ضعيفاً لم يستطع أن يحملَ ثقله وفجأة سقطَ (سعدان) في مياهِ النهر، انتابه خوفٌ شديدٌ وصرخَ قائلاً: أنني أغرق ... أنني أغرق ساعدوني، نظرَ (ارنوب) إليهِ بدهشةٍ قائلاً: علينا أن نُقدّمَ المساعدةَ لهُ قبلَ أن يغرقَ في المياهِ ويخسرُ حياته، فردَّ ابنه الصَّغير قائلاً: نحنُ لا نجيد السباحة، لماذا نعرضُ أنفسَنا للخطر، لا تربطنا صداقة حميمة بهذا القرد، أنا لأولِ مرةٍ أُشاهده هنا، وازدادَ صراخُ (سعدان) وهو يضربُ بيديهِ الماء قائلاً: انقذوني ... انقذوني، حينَها ركضَ (ارنوب) مسرعاً وخلفه أبنه الصَّغير قائلاً: إلى أين تذهب يا أبي؟ فقال (ارنوب): كائناً مَنْ يكن، عندَما يكون في خطرٍ فمن حقهِ الحصول على مساعدتنا، واحضرَ حبلاً طويلاً وربطَ في مقدمتهِ حزمة من الجزر، وعاد متجهاً نحوَ النهر، وعندَ وصوله ربطَ نهايةَ الحبلِ بجذعٍ سميكٍ وقذفَ مقدمةَ الحبلِ نحوَ (سعدان) قائلاً: تمسك بالحبلِ جيداً، وفعلاً أمسكَ (سعدان) بالحبلِ وراحَ يسحبه شيئاً فشيئاً حتى وصلَ إلى ضفةِ النهرِ وكانت علاماتُ الخوفِ والتَّعبِ باديةً على وجههِ وتنهدَ قائلاً: شكراً لمساعدتك، بفضلك مازلتُ حياً، فأجابه (ارنوب) مبتسماً: لا شكرَ على الواجب. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي

إتصل بنا

موقعنا