قصص سردية

كيتو والمزارع

كيتو والمزارع

حسان مزارع طيب يعيش في بيت وسط مزرعته ويمتلك عدداً من الأغنام التي كان يعتمد عليها في معيشته حيث كان يصنع من حليبها اللبن والجبنه بنوعيها البيضاء والصفراء وغيرها من مشتقات الحليب، وكان من بين هذه الأغنام كلب الحراسة (كيتو) الذي كان مسؤولاً عن حراسة الأغنام من الحيوانات المفترسة، وكان حسان يهتم به كثيراً ويقدم له أفضل الطعام والشراب لكنه يدخل في شجار شديد معه حيث كان (كيتو) كسول يحب النوم كثيراً، ولهذا كان حسان يقول له: مهمتك هي حراسة الأغنام وليس النوم، وفي بعض الأحيان كان يهدده قائلاً: أن لم تكن حارساً مخلصاً وتؤدي عملك بصورة جيدة فلم يكن لديك مكاناً في هذه المزرعة، وفي كل مرة كان (كيتو) يهز رأسه كأنه يقول: حسناً، وفي صباح أحد الأيام خرج قطيع الأغنام من الحظيرة وراح يرعى في المزرعة يأكل العشب بكل سعادة وهناء وكالعادة أختار (كيتو) مكاناً له تحت ظل إحدى الأشجار وغرق في نوم عميق وبعد مرور فترة قصيرة تسلل ذئب إلى داخل المزرعة وأتخذ من جذوع الأشجار مخبئاً له وهو ينتقل من مكان إلى آخر حتى وصل بالقرب من إحدى الخراف الصغيرة وأمسك بها وفي هذه الأثناء أصاب الخوف القطيع وأخذ الجميع يركض ويصرخ عالياً: لقد هجم الذئب علينا، وصل النداء إلى المزارع حسان وبسرعة حمل بندقية الصيد وخرج من بيته وعندما لمح الذئب حاملاً الخروف ركض مسرعاً وهو يصوب نحوه، استيقظ (كيتو) مفزوعاً من نومه وراح الآخر يلاحق الذئب وهو ينبح بصوت عالٍ، لكن ابتعد الذئب كثيراً ولم يستطع أحدهما الوصول إليه، حينها حزنت الخراف كثيراً وكذلك شعر حسان بحزن شديد وقال محدثاً (كيتو): تقصيرك في عملك جعلنا نخسر أحد الخراف فوجودك في المزرعة أصبح بلا فائدة، نظر(كيتو) نظرة حزينة إلى حسان وحمل أغراضه وذهب ليبحث عن مكان آخر يعيش فيه وبعدما سار لبعض خطوات شعر حسان بالشفقة عليه، فركض مسرعاً نحوه وقال له: سأسامحك لكن بشرط أن تتقن عملك وتكون مخلصاً في اداء واجباتك، فرح (كيتو) وقال مبتسماً: شكراً لك، اعدك بأنني لن اقصر في عملي مجدداً وسأكون كلباً نشيطاً وحارساً مخلصاً. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي

إتصل بنا

موقعنا