قصص سردية

الخادم الصغير

الخادم الصغير

في اليوم الأول من أيام شهر محرم الحرام كان محمد برفقة والده في الهيئة الحسينية، وهو يشاهد الجميع يعمل بهمة وبحب خالص لتشييد الهيئة الحسينية خدمة لزائري الإمام الحسين (عليه السلام)، وكان محمد يحمل ما يستطيع حمله من الأخشاب والمرايا والمزهريات ليتم رصها في الصفوف لكي تظهر الهيئة الحسينية بأحسن ما يكون، وبينما كان الجميع يعمل سأل محمد أباه قائلاً: لماذا تُقام المواكب والهيئات الحسينية في هذه الأيام من كل عام؟ فمسح أبوه على رأسه قائلاً: يا ولدي العزيز أن الهيئات والمواكب الحسينية تُقام من أجل أن تقدم جميع الخدمات للزائرين كالطعام والشراب والنوم وكل ما يحتاجون إليه، وبالإضافة إلى ذلك فإنها تهدف إلى إحياء الشعائر الحسينية وتدعو إلى الاستمرار بها عام بعد عام؛ ثم رفع والده يده وأشار إلى قبة الإمام الحسين (عليه السلام) قائلاً: المواكب الحسينية هي احياء لنهضة الإمام الحسين (عليه السلام)، وللمبادئ التي وضعها، كنصرة الدين والمظلومين، واعلاء كلمة الحق، ومواجهة الظلم والظالمين، وأعمالنا فيها تمثل مظهراً من مظاهر المحبة والوفاء لأهل البيت (عليهم السلام)، ثم قال محمد: ما الذي تعنيه المرايا والألوان؟ فأجابه والده قائلاً: الأقمشة والرايات السوداء تشير الى استقبال المدينة الى موسم الأحزان، والخضراء هو اللون السائر لدى أهل البيت (عليهم السلام)، أما المرايا فأنها تعكس جمالية ما موجود في الهيئة، ثم قال والده بابتسامة خفيفة: والآن يجب أن نعود إلى العمل أيها الخادم الصغير؟ وبسرعة ركض محمد قائلاً: حسناً يا أبي، واستمر في إحضار الأخشاب وقطع الحديد حتى حلَّ المساء حينها انتهى الجميع من عمل الهيئة الحسينية وتوجهوا لزيارة الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام) ليدعوا تحت قبتهما بالشفاعة لهم في الدنيا والآخرة وبالتوفق لهم في خدمة الزائرين. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي

إتصل بنا

موقعنا