قصص سردية
جدتي الغالية
في المساء عندما كنت جالس أُشاهد التلفاز سمعت جدتي تنادي بصوت خافت: محمد ... يا محمد، شعرت بأن أمر ما حصل معها ركضت مسرعة نحو غرفتها وجدتها جالسة وفي يدها جهاز قياس نبض القلب وكان وجهها مصفراً قليلاً دنوتُ منها قائلاً: ما بكِ يا جدتي، قالت وهي بصوت مرتجف: جهاز قياس نبضات القلب لا يعمل وأنا أشعر باضطراب في نبضات القلب، أمسكت بالجهاز وحاولت إصلاحه لكنه لم يعمل تماماً، ذهبت مسرعاً إلى غرفتي أحضرت قطعة من عود تخليل الأسنان وقطعة صلصال، ثم غرست عود تخليل الأسنان في كرة صغيرة من الصلصال وأمسكتُ بذراع جدتي وجعلته ساكناً تماماً وقلت مؤكداً لها: جدتي لا تحركِ ذراعكِ أبداً، ثم وضعت كرة الصلصال على معصمها وبدأت بتحريك الكرة قليلاً حتى عثرت على أقوى نبض وقفتُ عليه وبعد مرور دقائق عدة تحرك عود تخليل الأسنان بينما كان الدَّمُ يُضخُّ عبر الأوعية الدموية إلى القلب ولكن كانت حركة العود غير منتظمة مما يدل على أن النبض لم يكن طبيعياً، وبسرعة اتصلتُ بأبي وأخبرته ولم يمر من الوقت ألا القليل حتى جاء أبي ونُقلت جدتي إلى الطبيب وفي طريق العودة مسحت جدتي على رأسي قائلة: شكراً لك يا بُني، قلتُ لها بنبرة مبتسمة: حمداً لله على سلامتكِ يا جدتي الغالية. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة