قصص سردية
مدينة الصمود والإباء
كان الجد حبيب يوظب حقيبته عندما دخل عليه أحد أحفاده وسأله: إلى أين يا جدي؟ أراك توظب حقيبتك؟ التفت الجد حبيب لحفيده وقال له: سأغيب عنكم لثلاثة أيام يا صغيري، وأريد منك أن تكون رجل البيت الشجاع في غيابي، فقال حفيده: أعدك بذلك يا جدي ولكن إلى أين تريد السفر؟ قال الجد: إلى مدينة عراقية عظيمة في محافظة صلاح الدين تسمى (آمرلي)، فسأله حفيده: ماذا تفعل هناك يا جدي ولماذا قلت أنها مدينة عظيمة؟ فقال الجد: اجلس يا حبيبي وسأخبرك عن هذه المدينة وأهلها الأبطال.. وأخذ الجد حبيب يحكي لحفيده قائلاً: بعد أن دخل الدواعش إلى الموصل، أخذوا يسيطرون على المناطق والمدن واحدة تلو الأخرى، حتى وصلوا إلى مدينة يقال لها آمرلي وهي مدينة يسكنها التركمانيين الشيعة وسط العديد من المناطق والمدن التي يسكنها اخوتنا العراقيين من المسلمين السنة وغيرهم، ورغم قوة داعش في تلك الفترة واكتساحهم الكثير من المدن دون أي مقاومة من أهلها، تفاجئوا بمدينة آمرلي وأهلها الذين وقفوا بوجه الدواعش وقاتلوهم بشجاعة لا توصف، رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً، وقد تم محاصرة آمرلي وقطع عنهم الكهرباء والطعام والشراب لمدة 84 يوماً، فقام أهالي آمرلي الأبطال بحفر الخنادق والآبار ووضعوا السواتر، ورفعوا راية الإمام الحسين (هيهات منّا الذلة)، حتى وصل أبطال الحشد الشعبي إليهم وساعدوهم في قهر الدواعش وانتصروا عليهم، ولهذا قلت أنها مدينة عظيمة يجب أن يخلدها التأريخ، وأنا سأذهب يوم غد للاحتفال بالذكرة السنوية الأولى لنصرهم وفك الحصار عنهم. قصة: سجاد الحلو رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة