ثقب صغير في البالون

في مختبر العلوم أحبَّت مجموعةٌ من التلاميذ أن يصنعوا مفاجأةً لمعلمة مادة العلوم بمناسبة حلول عيد ميلادها؛وكان المختبر مليئاً بمجموعةٍ كبيرةٍ من علب الهدايا التي سيقدمونها إلى معلمتهم حينَ وصولِها؛ وأقترح بعضُ الأصدقاء أن يزينوا المختبر بعدد من البالونات الجميلة؛ وفعلاً تمَّ إحضارِ مجموعة من البالونات وبدأ الجميعُ بنفخ البالونات وكان كلُّ واحدٍ عندَما ينتهي من نفخِ البالون يضعه في زاوية من المختبر بجانبِ مرآة مكبرة، لكن كانت كلما تمرُّ دقيقةٌ أو أكثر قليلاً تنفجرُ إحدى البالونات، انزعجَ الجميع وقالَ أحدُهم: هذه البالونات رديئة الصنع ويجب أن نستبدلها، فأجابه آخر: لم يبقَ من الوقت الكثير ستنتهي الفرصةُ وتأتي معلمتُنا، بدأَ الجميعُ بالتفكير لإيجادِ شيء بديل،لكن لم يحالفهم الحظ دخلت المعلمةُ وتفاجأت بوجودِ علب الهدايا والبالونات المنفجرة وشاهدت الكآبةُ على وجوه التلاميذ، فسألت قائلة: ما بكم يا أحبائي؟ فقالَ أحدُ التلاميذ: أحببنا أن نحتفل بعيد ميلادك وأن نملأ المكان بهذه البالونات الجميلة لكن اكتشفنا أنها رديئة الصُّنع وتنفجر بسرعة، نظرت المعلمةُ إلى البالونات فشاهدتها قربَ النَّافذةِ بجانبِ المرآة المكبرة منتشرةً على الأرض، فابتسمت قائلة: ليست رديئة الصُّنع بل بسبب أشعة الشَّمس الداخلة من النافذة وبسبب هذه المرآة المكبرة، تفاجأ الجميعُ وقالوا: كيف ذلك؟ قالت المعلمةُ:أن أشعة الشمس قوية جداً،وعندما تتركز نحو المرأة المكبرة، فإن طاقةَ الشمس تتمركز على نقطة واحدة وتُكثف الحرارة، وبما أن البالون موجود بالقرب من المرآة المكبرة انتقلت الحرارة إليه وكانت قوية ًبمايكفي لصنع ثقب صغير في البالون؛ لذلك انفجر البالون وفي البلدان الحارة، تُستخدَم مرايا منحنية خاصة لتركيز أشعة الشمس على لوحات حرارية تُستخدَم في الطَّهي، حينَها ابتسم الجميعُ وقالوا: إنها معلومة علمية جميلة، وراح كلُّ واحد يهنئ معلمته بعيد ميلادها ويقدم لها هدية. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي