قصص سردية
صياد في الغابة
في وسط الغابة كان الصياد يسير حاملاً على ظهره بندقية الصيد يراقب طريقه بشدة عله يجد أرنباً أو جرواً صغيراً أو ثعلباً يصيده فهو يعتمد في معيشته على صيد الحيوانات التي يستفاد من لحومها وجلودها التي يبيعها في سوق المدينة، وفي أثناء سيره شاهد دبّينِ صغيرينِ ركض مسرعاً وأخذ يصوب نحوهما لكن الدبّين سارا مسرعين إلى داخل كهف في وسط الغابة انزعج الصياد، وقال محدثاً نفسه: فرحة لم تكتمل، لا يوجد عمل سهل أبداً في هذه الحياة، وجلس الصياد يرمي بعض الأحجار في داخل الكهب وهو يقول بصوت عالٍ: هيا أخرجا أيها الدبّان، ظلَّ الدبّان الصَّغيرانِ في داخلِ الكهف يرتعشان من الخوف، جلس الصياد يفكر في طريقة لإخراج الدبّينِ الصَّغيرينِ من الكهف، وبعدَ مرورِ وقت من التفكير توصل الصَّياد إلى فكرةٍ يستطيع بهما الامساك بالدبّينِ الصَّغيرين، فاحضرَ مجموعةً من الأغصانِ وكومةً من أوراقِ الأشجار ووضعها عند مدخل الكهف وقام بإشعال النار وقال مبتسماً: الدخان سيدخل إلى الكهف ويجبرهما على الخروج، فعلاً أخذَ الدخان يتسللُ إلى داخلِ الكهف وبدأ الاختناق يُصيبُ الدبّينِ الصَّغيرينِ لهذا قررا الخروج بسرعة من الكهف وما أن خرجا حتى أمسك بهما الصياد وبدت عليه ملامح السعادة وهو يتحدث إليهما قائلاً: أخيراً لقد نجحت خطتي، ستكونا طعاماً شهياً لهذه الليلة، وما أن تحرك الصياد قليلاً أحس بحرارة قوية خلفه وحين أدار وجهه شاهد النار تشتعل وسط الأشجار وتتحرك مسرعة نحوه دُهشَ الصَّياد وأُصيبَ بالرعب الشديد ومن دون شعور أفلت الدبّين الصغيرين من يده وركض مسرعاً وهو يصرخ: الغابة تحترق ... الغابة تحترق، وركض الدبّانِ الصَّغيرانِ ومعهما عددٌ من الحيوانات بعيداً هرباً من النار وحين وصل الخبر إلى ملك الغابة أمر جميع طيور الغابة بأن تتكفل بإخماد الحريق وفعلاً أخذت جميع الطيور تحمل أحواض الماء وترمي بها على النار وبعد مرور وقت طويل تمكنت الطيور من إطفاء حريق الغابة حينها تقدَّم الصَّيادُ بالاعتذار قائلاً: أنا اعتذر منك أيها الملك، لن يتكرر هذا الأمر، فقال له ملك الغابة: لا يسمح لك بالدخول إلى الغابة مجدداً، بسبب طمعك الحقت الضرر بالغابة . قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة