قصص سردية

ما السَّرُّ في ذلك؟

ما السَّرُّ في ذلك؟

عندَما تغيبُ الشَّمسُ ويهبطُ الظَّلامُ تتلألأُ النَّجومُ وتبدو كأنَّها مصابيحٌ تُضيءُ السَّماءَ بهجةً ونوراً، ويبدو القمرُ كأنَّه ثريا تُزيدُ السَّماءَ روعةً وجمالاً، يُحبُّ(علي) هذه الأجواءَ وما بينَ الحينِ والآخر يستمتعُ بالنظرِ إلى السَّماءِ من شُباكِ غرفته، وفي يومٍ من الأيامِ عندَما كان (علي) يُطالعُ السَّماءَ سألَ نفسهُ قائلاً: لماذا يبدو لونُ السَّماءِ أزرقاً في النَّهار، ما السَّرُّ في ذلكَ، يا تُرى؟ وبسرعةٍ أخذَ (علي) جهازَ الحاسوب وبدأَ يبحثُ عن إجابةٍ مناسبةٍ لهذا السُّؤال، قرأ الكثيرَ من المقالاتِ والعديدِ من العباراتِ لكنها كانت صعبةً عليه، ذهبَ إلى والدهِ وطرحَ عليه السُّؤالَ،أجابهُ أبوه مبتسماً: سأصنعُ لكَ تجربةًتُوضِّحُ ذلك، فَرِحَ(علي) كثيراً وقالَ: أنا أعشقُ التَّجاربَ العلمية، ثُمَّ أحضرَ أبوهُ كوباً بلاستيكياً مملوءًبالماءِ وأضافَ عليه قطراتٍ من الحليبِ حتى أصبحَ الماءُ عَكِراً قليلاً،ثُمَّ أطفأَ مصابيحَ الغرفةِ وأشعلَ مُصباحاً ووجه الضَّوءَ أمامَ الكُوب، وقالَمُحدِّثاًعلي: أنظرَ في الكوب البلاستيكي من فوق، ماذا يحدث؟ فقالَ(علي) منبهراً: تحولَ الضَّوءُ في الماءِ إلى اللونِ الأزرق الباهت، فأجابَ أبوه: نعم،عندَماأضفتُ قطراتِ الحليبِ إلى الماء،أصبح الضَّوء أكثرَ وضوحًا؛ لأن الجسيماتِ الموجودةِ في الحليبِ عكست الضَّوءَ فتحوَّل َالضوءُ في الماءِ المخلوطِ بالحليبِ إلى اللونِ الأزرق الباهت ؛ لأن الجسيماتِ فصلت ْأمواجَ الضَّوءِ الزَّرقاء، ومن المعروف أن جسيماتِ الغبار ِوقطراتِ الماءِ موجودةٌ على الدوام ِتقريبًا في الغلافِ الجوي للأرض، وهذه الجسيماتُ تحني الضَّوءَ القادم َمن الشَّمس ؛ ممَّا يتسبَّبُ في أن تبدو السَّماءُ زرقاء، وعندَما تُشرقُ الشَّمسُ أو تَغربُ ، تتغيَّرُ الألوان ؛لأن الضَّوءَ يمرّ ُمن خلالِ المزيد ِمن الجسيمات ِبزوايا مختلفة ، ومن ثَمّ َتنحني موجاتُ الضَّوءِ الأخرى نحو عينَيْك قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي

إتصل بنا

موقعنا