قصص قرآنية
سُهيل والرجل التائه
كان آذان المغرب على بعد نصف ساعة فقط وبدأ الوقت يداهم سُهيل الذي يقف في طابور طويل عند بائع الخُبز فعليه ان يحصل على الخُبز بأسرع وقت ممكن كي يتمكن من العودة الى البيت قبل موعد الافطار ، وبعد انتظار طويل حصل سُهيل على الخبز وعاد مسرعاً الى المنزل وبينما كان سُهيل في طريق العودة قطع طريقه وبشكل مفاجئ رجلاً تبدو عليه ملامح التعب والجوع فسأل سُهيل يا اخ هل هذا هو حي الاوفياء فأجابه سُهيل لا يا اخي أنت بعيد جدا عن مقصدك ، حينها ابدى السائل ملامح استياء ، واحس سُهيل ان السائل تائهاً فقال له تبدو يا اخي قد ضللت طريقك اجابه السائل نعم هو كذلك وانا قادم من مدينة ثانية ولا أعرف مدينتكم جيدا ، سأنتظر قليلا ريثما اجد مركبة تقلني الى مقصدي فالآن لا توجد مركبات بسبب اقتراب موعد الافطار ، عندها ودعه سُهيل ومضى في طريقه وبقي يُفكر في الرجل الذي صادفه قبل هنيهة فقد تأسف على حاله وبدأت خطوات سُهيل تتباطأ ووقع في حيرة من أمره وأخذ يسأل نفسه هل كان عليه ان يترك الرجل في هذا الوقت ولم يتبقى على موعد الإفطار سوى دقائق معدودة ، ربما كان الاجدر به ان يصحبه الى المنزل ليتناول طعام الإفطار ثم توصيله بعد ذلك الى المكان الذي يريد، مرت الدقائق والخبز بدأ يبرد وسُهيل لم يحدد موقفه حتى اذا ما اقترب من منزله قرر ان يعود الى الرجل وفعلا هذا ما حدث عاد سُهيل مسرعاً الى الرجل وحين وجده نادى عليه فالتفت الرجل ورأى سُهيل يجري باتجاهه وانفاسه تخرج بسرعة من صدره بسبب الركض فطلب منه سُهيل ان يحل ضيفاً عليه في منزله ليتناول طعام الإفطار واداء الصلاة ثم وعده بأنه سيوصله الى المكان الذي يريد بعد ذلك ، قَبِل الرجل دعوة سُهيل وشكره ، وعند دخولهم المنزل رحب والد سُهيل بالضيف ، وقال لسُهيل احسنت صنعاً يا بُني فقد نلت أجرين أجر افطار صائم في شهر رمضان والأجر الآخر هو لمساعدتك إياه بتوصيله الى المكان الذي يقصده ، حيث يقول الله تعالى في القرآن الكريم ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)). قصة: أحمد عبد المهدي رسوم: علي رستم
أكثر المواضيع قراءة