قصص سردية
أين أنتِ يا زينب؟
(زينب) فتاة صغيرة تعيشُ في بيتٍ جميلٍ وسطَ المدينة، معروفة بنشاطِها وبذكائها فهي دوماً تُحسنُ التَّفكير قبل التصرف، وكانت تربطُها علاقةً وثيقةً بأختها ( ندى) الأصغر منها قليلاً لكن تختلف عنها تماماً فهي عجولة في تصرفاتها، فوضوية، ففي مساءِ أحدِ الأيامِ كانت (ندى) تتأرجحُ في الأرجوحةِ الجميلةِ في حديقةِ بيتهم، لكن لم تكن بالطريقةِ المعروفةِ فكانت واقفةً وهي تتأرجح وتقول: يا لها من طريقةٍ جديدةٍ وجميلة، أشعرُ بسعادةٍ كبيرة، وأكملت قولها وهي مبتسمة: يجبُ على كلِّ إنسان أن يسعى دائماً إلى التَّغير؛ به متعة وسعادة حقاً، واستمرت بالتأرجح تعلو الارجوحةُ تارةً وتهبطُ تارةً أخرى، وهي تقولُ: اسرعي ... اسرعي يا ارجوحتي الجميلة وهي تهز نفسها بقوة، وفعلاً صارت الأرجوحةُ تعلو كثيراً كأنها تريد أن تعانق السماء وتهبط بقوة، وبعدَ مرورِ دقائق معدودة، احست (ندى) بخوفٍ شديد لأنها بدأت تفقدُ السَّيطرةَ على الأرجوحةِ حاولت أن توقفها لكنها لن تستطيعَ أخذت تنادي نحو أختها: زينب ... أين أنتِ يا زينب؟ لم ترد عليها أختها فقد كانت بعيدةً عليها، وبصوتٍ ترتجفُ أخذت تُحدِّثُ الأرجوحةَ قائلة: توقفي ... توقفي أرجوكِ، وفي أثناءِ ذلك شاهدت أختها تنظفُ (زينب) تُنظفُ زجاجَ النَّوافذَ، نظرت نحوَها وراحت تُلوحُ بيديها وهي تنادي: ساعديني ... ساعديني، نظرت إليها زينب نظرةً مستغربةً و صرخت عالياً: توقفي ... توقفي لا تفعلي ذلك، لكن بمجردِ أن أفتلت (ندى) إحدى يديها من خيطِ المرجوحةِ فقدت توازنها وسقطت على الأرض، حينَها أقبلت (زينب) مسرعة وحملتها إلى داخلِ البيتِ وراحت تُضمّدُ جراحَها وهي تتحدثُ إليها قائلة: حمداً للهِ على سلامتك، أرجو ألا تُكررّي ذلكَ مرة أخرى، وتتعلمي استخدام الاشياء بطريقتِها الصَّحيحةِ لأن استخدامها بالشكل الخاطئ سيُعرضكِ إلى مخاطر كثيرة، هزت (ندى) رأسها قائلة: حسناً يا أختي. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة