قصص سردية
ماذا أصنعُ ؟
في صباحِ أحدِ الأيام خرجَ(الفهد) يتجولُ في الغابةِ الجميلة، يبحثُ عن فرسيةٍ يسدُّ بها جوعه الشَّديد، تُشاهده يسيرُ ببطءٍ يبحثُ وسطَ الحشائش وفي الجحور تارةً ويتسلقُ الأشجارَ تارةً أخرى، وبعدَ مرورِ فترةٍ طويلةٍ من البحثِ شعرَ (الفهد) بالعطش فقرر أن يتجه نحوَ النَّهر ليشربَ الماء وليأخذَ قسطاً من الراحة، وبعدَما سارَ(الفهد) شاهدَعلى بعدِ مسافةٍ من النَّهرِغزالاً صغيراً يشربُ الماء، فَرِحَ كثيراً وقال: يا لها من فريسةٍ سهلةٍ ولذيذة، وأخذَ يتحركُ خلسةً نحوَ النَّهر متخفياً بأوراقِ الأشجارِ وحينَ وصلَ عندَ ضفةِ النَّهرِ قفزَ عالياً وأمسكَ بالغزالِ الصَّغير، فَزِعَ الغزالُ الصَّغيرُ وأصفر وجهه وصار يصرخً عالياً: أماه ... أماه، ضَحِك (الفهد)قائلاً: لا أحدَ في الجوار يا عزيزي، وحينَ تحركَ(الفهد) خطواتٍ قصيرةٍ ظهرت من وسطِ الأشجارِ غزالةٍ وفي فمِها كومةً من الحشائش، نادى (الغزال الصغير): أماه ... أماه، ذُهلت (الغزالة) من منظرِ الفهدِ وهو يحاولُ القضاءَ على أبنِها الصَّغير، في البدايةِ فكرت في الهروبِ لكن قلبَها لن يطاوعَها أخذت تتحركُ يميناً ويساراً وهي تُفكر في طريقةٍ لإنقاذِ أبنها، وفي هذه الأثناءِ لمعت فكرةٌ في ذهنِ الفهد وحَدَّث نفسه قائلاً: ماذا أصنعُ بهذا الغزال الصَّغير الذي لا يُشبعُ حتى نصف جوع معدتي؟ وبعدَ مرورِ دقائقٍ معدودةٍ أفلت (الفهد) الغزالَ الصَّغير، وركضَ مُسرعاً نحوَ الغزالةِ محاولاً الإمساكِ بها لكنَّها قفزت عالياً وحملت أبنَها وأخذت تركضُ مسرعةً وظلَّ (الفهد) يلاحقها لكن الغزالةَ معروفةٌ برشاقتِها وبسرعتِها وبقدرتِها على الركضِ بشكلٍ ملتوي لفترةٍ طويلةٍ على العكسِ من الفهد الذي لا يستطيعُ المحافظةَ على سرعتهِ لفترةٍ طويلة،لذلك سرعان ما بدأَ(الفهد) يلهثُ ويتصببُ عرقاً من شدةِ التَّعبِ الذي أجبره على التَّوقفِ فجلسَ حزيناً فقدَ خسرَ الفريسةَ التي طالما كان يحلم بها، وأخذَ يلومُ نفسهُ قائلاً: الطَّمعُ ضرَّ ما نفع. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة