قصص سردية
إطعامُ الطَّعام
في ليلةٍ من ليالي محرم الحرام كان(حسن) مع عائلتهِ يعدُّ الطَّعامَ في البيت لكي يتم توزيعه على الزائرين، وكلُّ واحدٍ من أفرادِ العائلةِ تكفلَ بعملٍ معينٍ منهم مَن تكفلَ بإعدادِمجموعةٍ من الشطائر المحشوةِ باللحمِ والجبنةِومنهم مَن تكفل َبإعدادِ قطعٍ كبيرةٍ من الكعكة، أما (حسن) فقد كان مسؤولاً عن إعدادِ العصير الطَّازج، وبينما كان الجميعُ مشغولاً بالعملِ سألَ(حسن) والده قائلاً: لماذا يُوزع الطَّعامَ في شهري محرم الحرام وصفر؟ فقالَ والده: للطعامِ آثرٌ كبيرٌ وثوابٌ أكبر عند اللـ.. تعالى في مثلِّ هذه الأيام لما لهُ من دورٍ في تشجيعِ النَّاسِ والمؤمنينَ على إيتاء جميعِ الشَّعائر دونَ أن يُفكرَ في تحملِ طائلِ تحضير طعامه أو شرابه، ثمَّ أكملَ كلامه قائلاً: إن إطعام الطعام حباً للإمام الحسين(عليه السلام) هو خُلقٌ من إخلاقِ المؤمنينَ ويمثلُ امتداداً لرسالةِ أهل البيت (عليهم السلام) الانسانية، فقد قالَ الإمامُ الصادقُ(عليه السلام):((من الإيمانِ حُسنُ الخُلق،وإطعامُ الطَّعام))، ثمَّ ختمَ كلامه قائلاً: نسألُ الله تعالى أن يجعلنا من خُدامِ الإمام الحسين (عليه السلام) وننالَ شرف هذه الخدمة المباركة في كلِّ عام، فقالَ الجميعُ بصوت واحد: إن شاء اللـ...، واستمروا بكلِّ همةٍ ونشاطٍ بإعدادِ الطَّعامِ حتى حانَ وقتَ الغروب حينَها بدأَ(حسن) بتوزيعِ الطَّعامِ على الزائرينَ وهو يحملُ وعاءً تلو الآخر فيه العديد من الأطعمةِ يقدَّمُها لكلِّ زائرٍ يمرُ بالقربِ منه وهو يقولُ: تفضل يا زائر. قصة: مصطفى عادل الحداد رسوم: زاهد المرشدي
أكثر المواضيع قراءة